شهد مخيم اليرموك في دمشق، مساء الثلاثاء 4 آذار 2025، حادثة إطلاق نار نفذها مجهولون استهدفت مكتب "حركة فتح"، ما أثار حالة من الذعر بين سكان المخيم الذين يعانون أوضاعاً معيشية بالغة الصعوبة. وبحسب "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، فإن المكتب ذاته تعرض قبل أسابيع لتفجير مشابه نفذه مجهولون، وسط تكتم من عناصر الحركة حول تفاصيل الحادثين، مما يزيد من الغموض حول دوافع هذه الهجمات المتكررة.

وأعرب سكان المخيم عن استيائهم من تكرار مثل هذه الاستهدافات، التي يرونها نتيجة صراعات فصائلية لا تعنيهم، مؤكدين أن انشغالهم الأساسي يكمن في تأمين لقمة العيش ومأوى آمن لأطفالهم بدلاً من متابعة هذه التوترات. وتساءل الأهالي عن الجهة المسؤولة عن حماية المخيم وسكانه، مطالبين الجهات الأمنية بالتدخل العاجل لوقف هذه الحوادث التي تثير الرعب، خاصة بين الأطفال، وتفاقم معاناتهم اليومية في ظل أوضاع إنسانية متدهورة يعيشها المخيم منذ سنوات.

وكان مخيم اليرموك، الذي تأسس كموئل لنحو 160 ألف لاجئ فلسطيني منذ حرب 1948، مسرحاً لصراعات عنيفة خلال السنوات الماضية. فقد شهد معارك بين "الجيش الحر" وقوات النظام المخلوع، مع انقسام الفصائل الفلسطينية بين الطرفين، قبل أن يسيطر "تنظيم الدولة" (داعش) على ثلثي المخيم في 2015. وفي أيار 2018، استعاد النظام السابق السيطرة الكاملة على المخيم والحجر الأسود بعد عملية عسكرية مدمرة، أدت إلى تدمير 80% من الأبنية السكنية وتهجير مئات الآلاف إلى داخل سوريا وخارجها، تاركةً المخيم في حالة خراب وأزمة إنسانية مستمرة حتى اليوم.