أحمد الشرع في القاهرة: أول قمة عربية للرئيس السوري بعد سقوط الأسد

وصل الرئيس السوري، أحمد الشرع، ظهر اليوم الثلاثاء 4 آذار 2025، إلى العاصمة المصرية القاهرة، للمشاركة في القمة العربية الطارئة التي دعت إليها جامعة الدول العربية لبحث تطورات القضية الفلسطينية، وخاصة الأوضاع في قطاع غزة. وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن "رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع وصل إلى القاهرة لحضور القمة العربية غير العادية حول القضية الفلسطينية"، مشيرة إلى أن هذه الزيارة تمثل أول مشاركة له في قمة عربية منذ توليه الرئاسة في 29 كانون الثاني 2025، عقب إسقاط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول 2024.
وجاءت مشاركة الشرع في القمة تلبية لدعوة رسمية وجهها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 23 شباط الماضي، حيث أوردت "سانا" حينها أن "الرئيس الشرع تلقى دعوة من الرئيس السيسي للمشاركة في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية المقرر عقده في 4 آذار 2025 بالقاهرة". وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة كونها تعكس عودة سوريا التدريجية إلى الساحة العربية بعد سنوات من العزلة السياسية تحت حكم النظام السابق، حيث يُنظر إلى مشاركة الشرع كخطوة رمزية لإعادة دمج دمشق في المحافل الإقليمية.
وتهدف القمة، وفق بيان سابق لوزارة الخارجية المصرية، إلى "رفض مخطط التهجير الإسرائيلي المدعوم من الإدارة الأمريكية، وتقديم طرح عربي موحد يواجه السياسات الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية". وتأتي هذه القمة في ظل تصاعد التوترات في غزة، حيث تسعى الدول العربية إلى توحيد موقفها إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والضغط الدولي المتزايد لفرض حلول سياسية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
وتعد هذه المشاركة محطة بارزة في مسيرة الرئيس الشرع، الذي تولى السلطة في مرحلة انتقالية بعد سقوط نظام الأسد، حيث يواجه تحديات داخلية وخارجية كبيرة، منها إعادة إعمار سوريا، واستعادة العلاقات مع الدول العربية، ومعالجة الأزمات الإنسانية التي خلفتها سنوات الحرب. ويرى مراقبون أن حضوره في القمة قد يمهد الطريق لتعزيز التعاون بين سوريا ومصر، خاصة في ظل التقارب الملحوظ بين البلدين منذ تغيير النظام في دمشق، والذي تزامن مع مبادرات مصرية لدعم استقرار سوريا وإعادة دمجها في المنظومة العربية.
كما يُتوقع أن يستغل الشرع هذه المناسبة لعقد لقاءات ثنائية مع قادة عرب، لبحث قضايا مشتركة تتعلق بالأمن الإقليمي والدعم الاقتصادي لسوريا في مرحلة ما بعد الأسد. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن القمة قد تصدر بياناً ختامياً يدعو إلى وقف العدوان على غزة، ورفض أي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية، مع تأكيد الدعم العربي للحقوق الفلسطينية، مما يضع الرئيس السوري الجديد أمام اختبار مبكر لتحديد موقف بلاده في هذا الملف الحساس.