أيمن أصفري: الأسماء المطروحة لرئاسة الحكومة السورية الجديدة ..فمن هو

يتداول كثيرون في الأوساط السياسية السورية اسم رجل الأعمال والمستثمر المعروف أيمن أصفري كمرشح محتمل لرئاسة الحكومة السورية الجديدة، والتي من المتوقع أن يتم الإعلان عنها في بدايات شهر مارس المقبل. يأتي هذا التصاعد في الاهتمام بأصفري بعد أن استقبله نائب الرئيس السوري، أحمد الشرع، في لقاء رسمي وعُقدت حوله بعض النقاشات في بداية يناير الماضي. ورغم تألق اسم أصفري في الساحة الاقتصادية الدولية، إلا أن مصادر مقربة منه، والتي تفضل عدم ذكر أسمائها، قد أكدت أنه لم يُعرض عليه منصب رئاسة الحكومة وأن لديه أسبابًا خاصة تمنعه من التفكير في هذا الحوار الجاد.
تشير المصادر إلى أن أصفري، الذي يقيم حاليًا في المملكة المتحدة ويحمل جنسيتها، يفضل ترك السياسة جانبًا، خاصةً في ظل الظروف الحالية التي تعاني منها سوريا. ويقول أحد المصادر: "تولي زمام الأمور في هذا الوقت بالذات هو بمثابة وصفة مؤكدة للفشل، سواء لأصفري أو لأي شخصية أخرى." هذا الطرح يفتح النقاش حول التحديات العديدة التي تواجه أي حكومة جديدة في بلد تسود فيه عدم الاستقرار.
على الرغم من الشكوك حول إمكانية تولي أيمن أصفري رئاسة الحكومة، فإن هناك مؤشرات تتحدث عن دعم متزايد له، حيث يعتبره الكثيرون شخصية تكنوقراطية مستقرة، قادرة على تقديم حلول عملية للمشكلات التي تواجه البلاد. وبالتحديد، يشير المحللون إلى أن أصفري ينحدر من إدلب، تلك المحافظة التي شهدت في السنوات الأخيرة وجودًا مكثفًا لعناصر "هيئة تحرير الشام"، مما يجعله شخصية متوازنة وغير مهددة للأوضاع الأمنية السائدة.
أيضًا، يدعم المراقبون فكرة إمكانية أصفري في تحسين العلاقات الدولية وأن يحظى بقبول مجتمعي، مما قد يساهم في رفع بعض العقوبات المفروضة على سوريا وجذب الاستثمارات الأجنبية، وهو أمر حيوي لاقتصاد البلاد المتأزم. هذا، إلى جانب شبكة العلاقات القوية التي يتمتع بها في الدوائر الدولية والمجتمع المدني، وقدرته المثبتة في دعم القضايا الإنسانية، يعزز من موقفه في أوساط هؤلاء الذين يدعمون ترشيحه.
ويُعد أيمن أصفري واحدًا من أبرز رجال الأعمال السوريين في المهجر، حيث تحمل سيرته الذاتية العديد من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية البارزة. بدأ مسيرته المهنية في سلطنة عمان، قبل أن يحقق نجاحات كبرى في قطاع الطاقة. يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لمجموعة "فينتيرا"، التي تُعنى بمشاريع الطاقة المتجددة، إضافة إلى مشاركته في عدة منظمات دولية.
وقد عُرف أصفري منذ فترة طويلة بتركيزه على تنمية الإنسان السوري، حيث أسس برامج خاصة لدعم الطلاب السوريين في البعثات الدراسية في أرقى الجامعات العالمية. ومع كل إنجازاته، فإن سانته وفكره العملي قد تعتبر بمثابة الأمل بالنسبة للعديد من السوريين في رؤية غدٍ أفضل لهم.
في ختام المطاف، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل أيمن أصفري السياسي وما إذا كانت الظروف القادمة ستتيح له دورًا أكبر في بلده الأم، أو إذا كانت تجاربه السابقة ستجعله يفضل الابتعاد عن المخاطر السياسية. وبينما يدور الجدل، يظل أيمن أصفري رمزًا للأمل وكفاءة الأعمال التي يسعى كثيرون لاستثمارها.