مبادرة كن بخير: دعم نفسي مجاني للمتضررين من الحرب في سوريا

أعلنت مجموعة من المختصين السوريين بالتعاون مع أطباء مصريين عن إطلاق مبادرة "كن بخير"، والتي تهدف إلى تقديم الدعم والعلاج النفسي للمتضررين من الحرب في سوريا، بما في ذلك الناجين من الاعتقال والتعذيب، وأسرهم، والنازحين، إضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية متنوعة.
تُعتبر "كن بخير" مبادرة مجتمعية تطوعية وغير ربحية، تسعى لتقديم الدعم النفسي عبر الإنترنت، مما يتيح للمتضررين الحصول على العلاج عن بُعد. وتهدف المبادرة إلى مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص في التغلب على الآلام النفسية الناتجة عن الصدمات المترتبة على النزاع المستمر.
أهداف المبادرة والمستفيدون منها
تأتي المبادرة في أعقاب سقوط نظام بشار الأسد، حيث شهدت البلاد انفتاحًا على العديد من المبادرات السورية التي تسعى لدعم المتضررين. تقول المختصة النفسية اعتماد البرازي، إحدى مؤسسي المبادرة، إن الهدف الرئيسي هو مساعدة الناجين من الاعتقال على استئناف حياتهم، وتقديم الدعم لأسر الشهداء الذين فقدوا أحبائهم سواء في المعتقلات أو نتيجة للعنف.
كما تستهدف المبادرة الأشخاص الذين فقدوا أطرافًا أو الذين تعرضوا للقصف وأُجبروا على التهجير القسري. وفقًا للتقديرات الأممية، يعاني نحو واحد من كل خمسة أشخاص في المناطق المتأثرة بالنزاع من اضطرابات نفسية، مما ينطبق على ملايين السوريين.
الدعم النفسي المجاني والتخصصات المتنوعة
تقدم المبادرة خدمات نفسية مجانية للمستفيدين، مما يساعدهم على تجاوز الأعباء المالية في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع تكاليف العلاج النفسي. تشير اعتماد البرازي إلى أن العلاج النفسي في مصر يتمتع بتقدم ويشمل أساليب متنوعة تلبي احتياجات المرضى.
تعتمد المبادرة على تقييم الحالات وتوزيعها على الأخصائيين النفسيين، مع إمكانية تحويل الحالات التي تحتاج إلى تخصصات أخرى إلى أطباء أو مستشارين. في الحالات الحرجة، مثل الناجين من المعتقلات، يتم توجيههم إلى الأطباء النفسيين لتلقي العلاج المناسب.
تدريب العاملين في المجال النفسي
في إطار تطوير مهارات العاملين في المجال النفسي، تسعى المبادرة إلى تنظيم جلسات تدريبية عبر الإنترنت للمهنيين الراغبين في تحسين قدراتهم. تقول روعة الحفني، إحدى القائمين على المبادرة، إن هذه الجلسات ستكون بمثابة إسعافات أولية في الطب النفسي، تهدف لتوسيع نطاق المساعدة لتصل إلى أكبر عدد من الأشخاص الذين يحتاجون للدعم.
خطط مستقبلية وتوسيع المبادرة
تأمل المبادرة في توسيع نطاق خدماتها لتشمل مزيدًا من السوريين داخل البلاد بعد انطلاقها من مصر. كما تسعى لجذب المزيد من الأطباء النفسيين للمشاركة في المبادرة، تلبيةً لزيادة عدد الحالات التي تحتاج إلى دعم.
من خلال هذه المبادرة، يسعى القائمون إلى تقديم يد العون للأشخاص الذين يعانون من الآثار النفسية للحرب، ويرون فيها خطوة أولية نحو تقديم المساعدة الإنسانية لأكبر عدد ممكن من المتضررين.