الاحتلال الإسرائيلي ينفذ مسحاً سكانياً في القنيطرة

أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ مسح سكاني وخدمي واسع النطاق في القرى التي توغلت فيها مؤخراً بمحافظة القنيطرة جنوبي سوريا. حسب مصادر محلية، فقد قامت فرق إسرائيلية بتنظيم استبانات تستهدف التعرف على احتياجات المؤسسات الطبية والتعليمية، فضلاً عن متطلبات الأهالي وظروفهم المعيشية.
العملية شملت إجراء استطلاعات للرأي مع سكان هذه القرى، حيث تم الاستفسار عن المهن التي يمارسها الأهالي واحتياجاتهم الأساسية، مما يُظهر رغبة الاحتلال في فهم الأوضاع الإنسانية في هذه المناطق. وفي خطوة مثيرة للجدل، اكتشفت المعلومات أن الفرق الإسرائيلية ناقشت مع السكان برنامجاً جديداً للعمالة اليومية، والذي يتضمن إمكانية دخول العاملين إلى الأراضي الإسرائيلية بشكل يومي، مقابل أجر يصل إلى حوالي 100 دولار يومياً بناءً على نوع العمل.
كما أشارت المصادر إلى أن فرق المسح بدأت بالفعل في تجميع قوائم بأسماء العمال ومهنهم، مما يوضح نوايا الاحتلال في التحكم في الموارد البشرية في المنطقة، ويشمل ذلك كذلك أسماء لعمال من محافظة السويداء المجاورة.
في سياق متصل، تظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة التي نشرتها شركة "Planet Labs PBC" قيام الجيش الإسرائيلي بإنشاء سبعة مواقع عسكرية جديدة في سوريا. هذه المواقع تمتد من جبل الشيخ في الشمال إلى تل كودنة في الجنوب، بالقرب من المثلث الحدودي الذي يربط بين سوريا والأردن. تقرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشف أن هذه المواقع تتوزع في مناطق عدة تشمل جبل الشيخ وحضر وجباثا الخشب والحميدية والقنيطرة والقطنية وتل كودنة.
صحيح أن هذه التحركات تمثل جزءاً من إعادة تنظيم الاحتلال للحدود الفاصلة بين سوريا وإسرائيل، إلا أن اقامة هذه المواقع العسكرية تُعكس كذلك استعدادات القوات الإسرائيلية لمواجهات محتملة، إذ تم إنشاء مباني سكنية ومراكز قيادة وعيادات طبية، كل ذلك وسط تعزيز للبنية التحتية لتواكب الظروف المناخية القاسية في الجولان.
هذا التوسع العسكري والوجود الإسرائيلي في المنطقة، إضافة إلى قضايا المسح السكاني، يزيد من حدة التوترات ويشير إلى حالة عدم الاستقرار المستمرة في المنطقة، مما يستدعي اهتمام المجتمع الدولي والمراقبين لتداعيات هذه السياسات على الوضع الإنساني والأمني في القنيطرة وسوريا بشكل عام.