شهدت منطقة ريف حلب الشمالي، مساء أمس الأحد، حادثة مأساوية إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مما أسفر عن مقتل مدنيين وإصابة خمسة آخرين. وقع الانفجار في بلدة المالكية بالقرب من تل رفعت، حيث كانت الضحايا في منطقة تعتبر خطرة بسبب الألغام التي زرعتها القوات خلال فترة سيطرتها على المنطقة.

وأكدت مصادر محلية أن اللغم كان قد زرع سابقًا، مما يشير إلى المخاطر المستمرة التي تواجهها المناطق التي شهدت صراعات مسلحة في السنوات الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، أصيب خمسة مزارعين بجروح نتيجة لانفجار لغم في حقل زيتون بقرية شوارغة القريبة، مما يزيد من القلق بشأن سلامة المدنيين في المناطق الزراعية.

في واقعة أخرى، أصيب ثلاثة أطفال جراء انفجار لغم من مخلفات النظام المخلوع في قرية خلصة بريف حلب الجنوبي، كما تعرض شاب لإصابة مماثلة في بلدة تادف شرقي حلب. هذه الحوادث تبرز الخطر المستمر الذي تشكله الألغام والذخائر غير المنفجرة في سوريا، حيث تظل تهديدًا دائمًا لحياة المدنيين.

وقد أشار الدفاع المدني السوري إلى أن السوريين يعانون من إرث ثقيل من الموت نتيجة مخلفات الحرب المستمرة منذ أكثر من 13 عامًا. وأكد الدفاع المدني أن جزءًا كبيرًا من هذه المخلفات يشمل ألغامًا وأسلحة محرمة دوليًا، مثل الأسلحة العنقودية، التي زرعت بشكل عشوائي دون توفير خرائط لمواقعها، مما يزيد من خطرها على السكان.

هذا الوضع يهدد حياة الكثير من المدنيين، وخاصة الأطفال، ويعكس الحاجة الملحة لإزالة الألغام ومخلفات الحرب من المناطق المتضررة. ومع استمرار الجهود الرامية إلى إزالة هذه المخلفات، يبقى التحدي قائمًا في حماية المدنيين وضمان سلامتهم.