وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 10 فبراير - 2025

اشتباكات عنيفة بين الجيش السوري ومهربي المخدرات على الحدود مع لبنان لليوم الثالث على التوالي


تجددت الاشتباكات المسلحة على الحدود السورية اللبنانية لليوم الثالث على التوالي، بين قوات الجيش السوري ومجموعات مهربي المخدرات والأسلحة الذين ينتمون إلى عشائر لبنانية في قرى وبلدات محاذية لمنطقة القصير جنوبي حمص. وتسببت هذه الاشتباكات في وقوع ضحايا وإصابات بين الطرفين، وسط تصعيد أمني كبير في المنطقة الحدودية.


تفاصيل الأحداث المتصاعدة

أفادت مصادر ميدانية بأن المواجهات اندلعت مجددًا مساء السبت في بلدات حدودية، أبرزها بلدة "مطربا"، حيث استخدمت الأطراف المتنازعة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وتمكن الجيش السوري من السيطرة على عدة قرى استراتيجية، هي "أكّوم" و"بلوزة" و"زيتا" و"هيت" و"بويت"، بعد فرض سيطرته الكاملة على بلدة "حاويك" خلال اليومين الماضيين.


التصعيد على الجانب اللبناني

من الجانب اللبناني، تعرضت بلدات مثل جرماش والقصر وسهلات الماء لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، بينما شهدت بلدة قنافذ الحدودية قصفًا مدفعيًا مصدره الأراضي السورية. وأسفر ذلك عن مقتل وإصابة العديد من المدنيين اللبنانيين، فيما قامت فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني بنقل 8 مصابين إلى المستشفيات في مدينة الهرمل.


وأشارت صحيفة "الأخبار" اللبنانية إلى أن مسلحي عشائر الهرمل بدأوا بالتراجع بناءً على طلب الجيش اللبناني، الذي نفّذ انتشارًا واسعًا في المنطقة الحدودية، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة.


مطالب بتدخل رسمي

أصدر مخاتير قضاء الهرمل بيانًا أدانوا فيه القصف الذي استهدف القرى الحدودية اللبنانية، وطالبوا الدولة والجيش اللبناني باتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الأهالي والممتلكات. كما دعا البيان إلى التنسيق مع السلطات السورية لوقف التوترات وتأمين الحدود بشكل كامل.


ردود رسمية وإجراءات عسكرية

في خطوة تهدف إلى احتواء التصعيد، أجرى الرئيس اللبناني جوزيف عون اتصالًا بنظيره السوري أحمد الشرع، حيث ناقشا سبل وقف الاشتباكات. وأصدر الرئيس اللبناني توجيهات صارمة للجيش اللبناني بالرد على مصادر النيران التي تستهدف الأراضي اللبنانية، بينما واصلت القوات السورية حملتها لإغلاق منافذ التهريب في منطقة القصير.


حملة أمنية ضد التهريب

على الجانب السوري، أعلنت إدارة أمن الحدود شنّ حملة موسعة في بلدة "حاويك" بهدف إغلاق المعابر غير الرسمية المستخدمة في تهريب الأسلحة والمخدرات. وتم تنفيذ عمليات تمشيط واسعة من قبل الجيش السوري، الذي قصف مواقع للمهربين كانت تُستخدم كنقاط مراقبة. وتأتي هذه الحملة في إطار جهود وزارة الدفاع السورية لإنشاء نقاط حدودية جديدة لتعزيز الأمن في المنطقة.


نشاط التهريب على الحدود

تُعرف المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان بنشاطها المكثف في عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، خاصة من قبل عصابات تنتمي إلى عشائر لبنانية مثل عائلتي "زعيتر" و"جعفر". وتشهد هذه المنطقة منذ سنوات حالة من الفوضى الأمنية نتيجة لسيطرة مجموعات مسلحة غير نظامية، إلى جانب تأثير نفوذ "حزب الله" في المنطقة.


مخاوف من تصعيد أوسع

مع استمرار الاشتباكات وتصاعد التوترات، تزداد المخاوف من أن تتحول هذه المواجهات إلى صراع أوسع قد يهدد الاستقرار في المنطقة الحدودية بين سوريا ولبنان. ويطالب السكان المحليون والجهات الرسمية بحلول جذرية تضمن أمن الحدود وإنهاء عمليات التهريب التي زادت من حدة التوترات في السنوات الأخيرة.