كشف وثيقة سرية جديدة يثبت معرفة نظام الأسد بهوية قيصر
![](https://qasioun-news.com/img/original/47eff9b9-f601-cf7a-a1c5-c37a7483970e.webp)
كشفت وثيقة سرية مسربة صادرة عن أفرع المخابرات السورية في عهد نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، عن تفاصيل حصرية تؤكد أن النظام كان على علم بهوية المصور المنشق المعروف باسم "قيصر". هذا الأخير، الذي أثار الرعب في نفوس المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان من خلال تسريبه لمجموعة مروعة من الصور التي توثق التعذيب في مراكز الاحتجاز السورية.
الوثيقة، التي تعود إلى عام 2015 وصدرها جهاز المخابرات الجوية، تحمل عنوان "سري وفوري للغاية"، وهي تتضمن اسم "فريد ندى المذهان" كالشخص الذي يستخدم الاسم المستعار "قيصر". ويشير محتوى الوثيقة إلى أن النظام قد توصل إلى هوية "قيصر" بعد انشقاقه وكشفه عن الصور التي توثق لتلك الانتهاكات المروعة.
تضمنت الوثيقة معلومات شخصية عن المذهان، مثل سنة ميلاده (1969)، اسم والدته، الموقع الجغرافي التي ولد فيه (الشيخ مسكين في محافظة درعا)، بالإضافة إلى تفاصيل حول تحقيقات أُجريت مع زملائه في الشرطة العسكرية. وقد عُرف "قيصر" كمصور سابق في دائرة التوثيق التابعة للشرطة العسكرية السورية، حيث اتخذ قرار الانشقاق عن النظام مخاطراً بحياته لتهريب أكثر من 53 ألف صورة لضحايا التعذيب.
تم التقاط هذه الصور بين مايو 2011 وأغسطس 2013، وتمكن "قيصر" من إخراجها من سوريا بعد انشقاقه. وفي عام 2014، أذهل تقرير أعده ثلاثة مدعين دوليين سابقين العالم عند عرض تلك الصور المروعة التي تُظهر الجثث المتعفنة والمشوّهة نتيجة التعذيب، والتي كانت تحمل أرقامًا مكتوبة على جلود الضحايا.
تلك الصور المروعة أدت إلى صياغة "قانون قيصر" في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2020، والذي يستهدف فرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا، بما في ذلك أفراد من عائلة الأسد والمقربين منه.
بعد فترة طويلة من التكتم على هويته، قام "قيصر" بالكشف عن شخصيته الحقيقية خلال مقابلة تلفزيونية، حيث قال: "أنا المساعد أول فريد المذهان، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، المعروف بقيصر، ابن سوريا الحرة." وقد ظهر "قيصر" في عدة جلسات استماع أمام الكونغرس الأميركي، وكان له دور محوري في تقارير حقوق الإنسان التي استهدفت توثيق انتهاكات النظام.
حظى "قيصر" وشريكه "سامي"، المعروف بنزيهته وشجاعته، بتقدير واسع من قبل الشعب السوري بمختلف انتماءاتهم، حيث اعتُبرت أفعالهما بمثابة نقطة تحول في جهود المجتمع الدولي لمحاسبة النظام على جرائمه. ومن الملاحظ أن الأسماء التي خلدت في تاريخ سوريا الحديث، قدمت نموذجًا مثاليًا للبطولة والشجاعة في مواجهة الظلم، بينما أكدت على أهمية الدور الذي يلعبه الشهود في توثيق الجرائم، مما أعطى الأمل في إمكانية تحقيق العدالة في المستقبل.