تركيا وسوريا تتفقان على التعاون في إعادة الإعمار ومكافحة الإرهاب
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك في أنقرة مع نظيره السوري أحمد الشرع، عن وجود توافق كامل بين أنقرة والإدارة السورية فيما يتعلق بالعديد من القضايا المهمة. وتطرق أردوغان إلى استعداد بلاده لدعم إعادة إعمار المدن والبنية التحتية في سوريا، بعد سنوات طويلة من النزاع والنزوح.
وصف أردوغان زيارة الشرع إلى تركيا بـ"التاريخية"، مؤكداً أنها تمثل بداية عهد جديد من الصداقة والتعاون بين الجارين. وأعرب الرئيس التركي عن سعادته بهذه الزيارة، مشيراً إلى المعاناة التي enduredها الشعب السوري على مدى ثلاثة عشر عاماً من الصراع، والتي شهدت شتى أنواع الظلم والمجازر، بما في ذلك الاستخدام المروّع للأسلحة الكيميائية.
وأشار أردوغان إلى أن نحو مليون شخص من الشعب السوري استشهدوا خلال الهجمات التي شنها النظام السابق والتنظيمات الإرهابية، مما أدى إلى مئات الآلاف من اللاجئين والنازحين. ورغم كل المعاناة، أكد أردوغان على صمود الشعب السوري ونضاله لتحقيق الحرية، متمنياً الرحمة لجميع الشهداء الذين فقدوا حياتهم في سبيل ذلك.
وتحدث الرئيس التركي عن صفحة جديدة تُفتح اليوم، ليس فقط لسوريا، بل للمنطقة بأسرها، مع تأكيده على أن الشعب السوري بات يمتلك الإرادة والقرار في تحديد مستقبله، مما يعكس ثقة أردوغان في نجاح المرحلة المقبلة.
وعلى صعيد التعاون الأمني، ناقش أردوغان مع الشرع الخطوات التي يمكن اتخاذها لإرساء الأمن والاستقرار في سوريا، معرباً عن امتنانه للتوافق الكامل مع الإدارة السورية الجديدة في مختلف الأمور. كما تناول اللقاء مكافحة الإرهاب، متطرقاً إلى حزب العمال الكردستاني وأنشطة داعش في المنطقة، حيث قام بتعهد دعم تركيا في مجهوداتها لمكافحة كافة أشكال الإرهاب.
علاوة على ذلك، أكد أردوغان أهمية إعادة إعمار سوريا ودعم البنية التحتية، مشيراً إلى العقوبات الاقتصادية الدولية التي تعيق ذلك. وأعرب عن تفاؤله بأن جهود تركيا لتحقيق إنهاء هذه العقوبات ستحفز سرعة التنمية الاقتصادية في البلاد، مما يسهل العودة الطوعية للاجئين.
أما فيما يتعلق بالدبلوماسية، أكد أردوغان أن تركيا قامت بجهود كبيرة لنقل صوت الإدارة السورية الجديدة إلى المجتمع الدولي، مشيراً إلى أهمية الزيارات المتبادلة بين البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية.
ختاماً، أكد الرئيس التركي على ضرورة تقديم الدعم العربي والإسلامي للإدارة الجديدة في سوريا، مشيراً إلى أهمية العمل سوياً لتطوير العلاقات عبر كافة المجالات، بما في ذلك التجارة والطاقة والصحة. وفي توجيه رسالة أمل، أعرب أردوغان عن ثقته في قدرة الشعب السوري على النهوض ببلادهم مجدداً.