أعلنت وزارة الدفاع في حكومة دمشق المؤقتة عن تعيين القيادي العسكري محمد جاسم المعروف باسم (أبو عمشة) قائدًا لفرقة “حماة” العسكرية، التي يُعتَزم تشكيلها ضمن هيكلية الجيش السوري المزمع إعادة تشكيله. وأفادت مصادر مطلعة في حكومة دمشق، طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن الموقع الذي ستتمركز فيه فرقة “حماة” سيكون نفسه الذي كانت تتواجد فيه الفرقة 25 التابعة لقوات النظام السوري السابق.

وتمثل فرقة “حماة” كجزء من جهود وزارة الدفاع لتعزيز السيطرة العسكرية وتنظيم الفصائل المسلحة ضمن إطار مؤسسي، حيث تعمل الوزارة على دمج العناصر العسكرية تحت مظلتها كأفراد وليس كتكتلات، في محاولة لتحقيق الاستقرار الميداني وإعادة بناء مضامين الثقة بين المؤسسة العسكرية والمواطنين.

الجدير بالذكر أن الفرقة 25 التابعة للنظام السوري كانت مدعومة من قبل روسيا، وترأسها اللواء سهيل الحسن، الذي تم تعيينه مؤخرًا قائدًا للقوات الخاصة. وبهذا السياق، يشير تعيين أبو عمشة إلى تغيرات هيكلية في الموازين العسكرية ضمن المشهد السوري المعقّد.

مرهف أبو قصرة، وزير الدفاع في حكومة دمشق المؤقتة، أكد في مقابلة حديثة أن وزارته تسعى لنقل كافة الفصائل أو الوحدات العسكرية الموجودة في جميع أنحاء سوريا إلى وزارة الدفاع، مشيرًا إلى أن الفصائل لم تُطالَب بتسليم سلاحها، بل بالانخراط في الوزارة وفق آلية مؤسساتية وقانونية. كما أوضح أن مراكز التسوية لعناصر نظام الأسد لا تُلغي إجراءات المحاسبة اللاحقة، بل تهدف إلى ثبات الوضع القائم وتنظيمه.

أما بالنسبة لمحمد جاسم (أبو عمشة)، فقد كان قائدًا لفرقة "السلطان سليمان شاه" التي تتمركز في مدينة عفرين بريف حلب، ويُعدّ من أبرز القادة العسكريين المقربين من تركيا. وُلد في عام 1987 في قرية جوصة التابعة لمنطقة حيالين بريف حماة الشمالي، وعمل في الزراعة وسائقًا للجرارات قبل انطلاق الثورة السورية. ومع بداية النزاع، أسّس مجموعة "خط النار" التي انضمت لاحقًا إلى كتيبة شهداء حيالين.

بالإضافة إلى ذلك، ارتبط اسم (أبو عمشة) بسلسلة من الاتهامات تتعلق بممارسات مشبوهة تشمل الإتاوات والابتزاز وبيع السلاح والاتجار بالمخدرات، حيث يُقدَّر دخله السنوي بأكثر من 30 مليون دولار أمريكي عن طريق طرق غير شرعية، وفقًا لتقارير منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”.

في أغسطس 2023، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على فرقة "السلطان سليمان شاه" وقائدها محمد جاسم (أبو عمشة) وشقيقه وليد، مما يُعكس توتر العلاقات بين الجماعات المسلحة والحكومة الأمريكية، ويُشير إلى إمكانية تأثير هذه العقوبات على دور “أبو عمشة” في الجيش السوري الآخذ في التشكيل. من غير الواضح حاليًا التفاصيل المتعلقة بفرقة “حماة” أو كيفية تشكيلها، مما يترك الباب مفتوحًا لتساؤلات حول رؤى الحكومة لسياستها العسكرية المقبلة في سياق الفوضى المستمرة التي تعيشها البلاد.