وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 16 فبراير - 2025

تحقيق يكشف عن حملة رقمية منظمة تستهدف القيادة السورية الجديدة


كشف تحقيق حديث أجرته منصة "إيكاد" عن وجود حملة رقمية منظمة تهدف إلى استهداف القيادة السورية الجديدة، تتمركز حول تحالف من ثلاث مجموعات رئيسية متباينة، لكنها تتلاقى في أهدافها. وتشتمل هذه المجموعات على حسابات تدعي تمثيل الهوية العلوية وتؤيد نظام الأسد، بالإضافة إلى شخصيات مرتبطة بالنظام السابق وعلاقتها بلجان صهيونية، وكذلك حسابات إسرائيلية وأخرى مؤيدة للصهيونية.

وفقًا للتحقيق، تتبع هذه المجموعات أسلوب عمل مشترك يركز على نشر سرديات مضللة تهدف إلى تقويض شرعية الإدارة السورية الجديدة. فقد اشتملت المجموعة الأولى على حسابات تدّعي تمثيل الطائفة العلوية مثل "سوريا العلمانية"، "Alawite citizen"، "مرصد الساحل السوري"، و"الأحداث السورية"، حيث تركز هذه الحسابات على تصوير القيادة السورية الجديدة كتهديد للأقليات، مما يسهم في تعزيز شعور المظلومية لدى العلويين في ظل الحكومة الجديدة.

وفي إطار التحقيق، تشير المجموعة الثانية إلى شخصيات سورية وعربية مؤيدة للنظام السابق، مثل محمد هويدي، إلى جانب شخصيات تملك ارتباطات واضحة بشبكات صهيونية، مثل كريم جاهين و سام يوسف. هؤلاء يسعون لنشر معلومات مضللة تهدف إلى زرع بذور الشك حول استقرار سوريا بعد سقوط نظام الأسد.

أما المجموعة الثالثة، فتتكون من حسابات إسرائيلية وأخرى مؤيدة للصهيونية مثل "إيدي كوهين"، "مائير المصري"، و"صفوك الشيخ"، بالإضافة إلى حسابات وهمية تحمل هويات أقلوية مثل "نصيري إسرائيلي" و"كوردستاني صهيوني". توضح البيانات أن هذه الحسابات تعمل على تضخيم الخطاب المناهض للإدارة السورية الجديدة، وتدعو إلى تقسيم سوريا، مستغلة في ذلك الخطاب نفسه لجذب التأييد الداخلي من الأشخاص ذوي الهوية العلوية.

أكد التحقيق على أن هذه المجموعات الثلاثة تتشارك في تضخيم سرديات موحدة، حيث استخدمت مصطلحات مثل "عصابات الجولاني الإرهابية" وربط الإدارة السورية الجديدة بتنظيمي داعش والقاعدة، بهدف تشكيك الرأي العام في مشروعية هذه القيادة. كما أن التركيز على مصطلحات مثل "الأقليات السورية" و"الساحل السوري" ساهم في خلق انطباع بوجود تهديد وجودي لبعض المكونات في البلاد.

ويكشف التحقيق أيضًا عن وجود تفاعلات رقمية معقدة بين هذه المجموعات، حيث تتشارك الحسابات العلوية والصهيونية في تعزيز المنشورات المعادية للقيادة السورية الجديدة؛ مما يدل على تواجد تنسيق خفي وواضح بينهما. تم تحديد أن الحسابات العلوية والإسرائيلية كانت الأكثر تفاعلًا مع بعضها البعض، وقد لعبت الشخصيات المرتبطة باللجان الصهيونية دور الوسيط في تعزيز هذه الحملة.

ونوه التحقيق بزيادة النشاط الرقمي لهذه الحسابات بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، حيث لوحظ ارتفاع غير مسبوق في عدد الحسابات الجديدة المُستخدمة في نشر هذه السرديات. وأظهر تحليل التفاعل الرقمي زيادة كبيرة في الحسابات المضخمة التي تم إنشاؤها لدعم هذه الحملة، في الوقت الذي شهدت فيه الحسابات الإسرائيلية والعلوية والمركزية ارتفاعًا مفاجئًا في تسجيل الحسابات الجديدة.

كما لاحظ التحقيق أن هذه الحملات لم تقتصر فقط على الهجوم على القيادة السورية الجديدة، بل شملت أيضًا إعادة نشر محتويات إعلامية مضللة، مثل صور مُفبركة تدّعي تورط مسؤولين سوريين في داعش، أو فيديوهات مزعومة تستهدف المسيحيين في سوريا من قبل الحكومة الجديدة. وتؤكد المعلومات أن الحسابات الإسرائيلية والعلوية تضخّم بشكل متناغم المنشورات التي تدعو إلى تقسيم سوريا، مما يشير إلى وجود جهة منظمة تدير هذه السرديات بمهنية وعناية.

واختُتم التحقيق بالتأكيد على أن الحملة الرقمية ضد القيادة السورية الجديدة ليست عشوائية، بل تعكس تحالفًا تركيبيًا معقدًا بين حسابات تدعي تمثيل طوائف سورية وشخصيات مرتبطة بشبكات إعلامية صهيونية، وحسابات إسرائيلية تسعى لتوجيه الرأي العام نحو أهداف سياسية معينة.