أول هجوم على جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء توغلها في سوريا
أفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن مسلحين سوريين أطلقوا النار على قوة إسرائيلية في ريف القنيطرة مساء أمس الجمعة. ويأتي هذا الهجوم في وقت تتصاعد فيه الأضواء على الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في سوريا، حيث تم توغل قوة تابعة لجيش الاحتلال داخل قرية طرنجة بالريف القنيطرة واعتقال اثنين من سكان القرية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المسلحين قد استهدفوا قواتها في منطقة تعتبر حساسة، شمالي المنطقة العازلة، مما يُشير إلى أن الوضع الأمني في هذه المنطقة قد يكون في تغير. وفي رد فعل لقوات الاحتلال، أُطلق عليهم النار، إلا أنه لم يتم تسجيل أي إصابات في صفوفهم، حسب بيان صادر عن الجيش.
وقد أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، بأن الجيش الإسرائيلي سوف يبقى منتشراً في المنطقة، مشدداً على أنه سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لإزالة أي تهديدات موجهة نحو دولة إسرائيل ومواطنيها. وهذا التصريح يعكس استمرار سياسة التصدي لأي تصعيد محتمل من جهة روسيا أو أي فصائل مسلحة في سوريا.
في تحليل معقد لهذا الحدث، أشار مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن هذه الحادثة تُعتبر الأولى من نوعها منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد. وأفاد بأن القوات الإسرائيلية كانت تتمتع بحرية الحركة في سوريا لأكثر من شهرين، مما يثير العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الحادثة تشير إلى بداية مقاومة مسلحة من قبل مجموعات سورية ضد الأنشطة الإسرائيلية في المنطقة.
وفي أعقاب إطلاق النار، أعلنت مجموعة تُعرف باسم "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا" مسؤوليتها عن الهجوم، مما يُشير إلى ظهور فصائل جديدة في الساحة السورية، وأوضحت التقارير أن هذه المجموعة قد تم تشكيلها على يد الحزب "السوري القومي الاجتماعي" في ديسمبر الماضي، إثر الإطاحة بنظام الأسد. وتعتبر هذه الخطوة بمثابة رد فعل على ما يعتبره هؤلاء المسلحون تقاعس الحكومة السورية الجديدة عن اتخاذ إجراءً فعال ضد الأنشطة الإسرائيلية.
كما أضاف مركز "ألما للأبحاث"، المقرب من الجيش الإسرائيلي، أن تلك المجموعة قد تكون جزءًا من محاولات إيران لاستعادة هيبتها في المنطقة وسط المخاوف من فقدان السيطرة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية المتزايدة.
تحدثت هذه التطورات عن تغيير في موازين القوى في المنطقة، ومع وجود احتمالات تصعيد أكبر، فإن الأيام المقبلة قد تحمل في طياتها تحديات جديدة تتعلق بالأمن والاستقرار في الحدود السورية الإسرائيلية.