مخاوف إسرائيلية من انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وتأثيراته على الأوضاع الإقليمية
أبلغ مسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية نظراءهم في إسرائيل بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم سحب القوات الأمريكية من سوريا، مما أثار مخاوف كبيرة في تل أبيب بشأن تداعيات هذا القرار على الأمن الإقليمي، وخاصة فيما يتعلق بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) والأقلية الكردية في المنطقة.
وفقًا لما نقلته هيئة البث الإسرائيلية (مكان) اليوم، الأربعاء 29 من كانون الثاني، فإن ترامب يسعى لسحب آلاف الجنود الأمريكيين المتواجدين في سوريا، وهو ما يثير تساؤلات حول مستقبل الوجود الأمريكي في المنطقة وتأثيره على توازن القوى. وقد أبدت إسرائيل قلقها من أن يؤدي هذا الانسحاب إلى تعزيز نفوذ تركيا في شمال سوريا، حيث تعتبر أنقرة قوات قسد منظمة إرهابية، مما قد يعرض الأكراد لتهديدات متزايدة.
في أعقاب هذه التقارير، قام وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بزيارة الجانب السوري من جبل الشيخ، حيث أكد أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في المنطقة الأمنية وفي قمة جبل الشيخ لفترة غير محددة، وذلك لضمان أمن سكان إسرائيل. وأوضح كاتس أن إسرائيل لن تسمح للقوات المعادية بالتمركز في المنطقة الأمنية جنوبي سوريا، مما يعكس تصميم تل أبيب على الحفاظ على قوتها العسكرية في المنطقة رغم التغيرات السياسية.
من جهة أخرى، يأتي هذا التطور في وقت حساس، إذ أن سوريا شهدت تغييرات جذرية بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 من كانون الأول 2024. وقد أعلنت الإدارة السورية الجديدة بشكل متكرر أنها لن تهدد إسرائيل أو تسمح لإيران بإعادة تأسيس وجودها في البلاد، ولكن ذلك لم يمنع إسرائيل من توسيع عملياتها العسكرية داخل الأراضي السورية، حيث قامت بالتوغل في مناطق القنيطرة والأطراف الغربية لمحافظة درعا بعد انهيار النظام.
على مدى السنوات الماضية، كانت الولايات المتحدة تطرح فكرة الانسحاب من سوريا كخطة مستقبلية، مما زاد من قلق حلفائها المحليين، وخاصة قسد، التي تتعرض لتهديدات مستمرة من الشمال. وفي هذا السياق، عبرت إسرائيل عن تضامنها مع الأكراد في سوريا، خاصة بعد تصاعد التوترات مع تركيا عقب الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة.
في 6 من تشرين الثاني 2024، صرح روبرت كينيدي جونيور، أحد الحلفاء المقربين من الرئيس الأمريكي المنتخب، بأن ترامب يعتزم سحب القوات الأمريكية من شمال شرقي سوريا، مما يعكس استمرار الضغوط الداخلية على الإدارة الأمريكية بشأن وجودها العسكري في المنطقة.
تتزايد المخاوف في إسرائيل من أن يؤدي انسحاب القوات الأمريكية إلى إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة، مما قد ينعكس سلبًا على الأمن القومي الإسرائيلي ويزيد من تعقيد الأوضاع في سوريا.