نفذت "قوات سوريا الديمقراطية - قسد" حملة اعتقالات موسعة في المناطق التي تسيطر عليها شمال شرقي سوريا، مستهدفةً مجموعة من المدنيين، بينهم أطفال في أعمار مختلفة. هذه الحملة تأتي في ظل ظروف سياسية وأمنية متوترة تشهدها المنطقة.

وأفادت مصادر محلية مطلعة أن دوريات تابعة لــ "قسد" قامت بمداهمة بلدة العزبة الواقعة شمالي دير الزور، حيث تم اعتقال عدد من المدنيين، منهم محمد صالح الشاهر وحمود صالح الشاهر وحسين العسكر وناجي العسكر وأحمد الصليح وعلي الحلبة وعبد الجليل الصالح وخليل السوادي. كما أُعتقل حسين الحمادي، البالغ من العمر 65 عاماً، في قرية تل طويل مرشو بريف الحسكة الشمالي، بتهمة فرار ابنه من الخدمة العسكرية الإجبارية، وفقاً لشبكة "الخابور" المحلية.

من جهة أخرى، استهدفت الحملة الناشط ثامر الشحادة بعد مداهمة منزله في بلدة الشعفة بريف دير الزور الشرقي. كما تم اعتقال خمسة أطفال في مدينتي الحسكة والرقة، وتم نقلهم إلى معسكرات التجنيد، مما أثار ردود فعل غاضبة من قِبل المنظمات الحقوقية.

وفي إطار هذه الحملة، استقدمت "قسد" تعزيزات عسكرية إلى محيط بلدتي القحطانية ومعبدة شمال شرقي الحسكة، حيث تم الإعلان عن نيتهم تنفيذ حملات دهم وتفتيش بحثاً عن عناصر منشقين من قواتهم.

وتأتي هذه الأحداث في سياق مستمر من التوترات في شمال شرقي سوريا، حيث شهدت المناطق الشرقية منذ سقوط نظام الأسد مظاهرات شعبية تطالب بخروج "قسد" ودخول إدارة سورية جديدة. إلا أن "قسد" قامت بالتعامل مع بعض هذه الاحتجاجات باستخدام الرصاص الحي، مما أسفر عن وقوع أعداد من الضحايا في صفوف المحتجين وأدى إلى تصاعد الموقف.

وفور ذلك، عززت "قسد" من حملات الاعتقالات والتجنيد الإجباري في محاولة لتعزيز قوتها على محاور سد تشرين بريف حلب الشرقي، والتي تشهد مواجهات عنيفة مع الجيش الوطني السوري. بالنظر إلى هذه التطورات، تظل الأوضاع في المنطقة حساسة وقد تتجه نحو مزيد من التصعيد.