وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 28 يناير - 2025

تحديات اندماج الأطفال العائدين إلى سوريا: دعم نفسي وتعليمي ضروري لمواجهة المعوقات

تحدثت الاختصاصية التربوية ندى حواس في لقاء خاص حول التحديات المتعددة التي تواجه الأطفال السوريين العائدين إلى وطنهم بعد سنوات من النزاع والتهجير. وتسلط حواس الضوء على المعوقات النفسية والاجتماعية والتعليمية التي قد تعثر سير عملية إعادة التأهيل للأطفال، مما يستدعي تحضيراً نفسياً ودعماً تعليمياً متكاملين.


وأوضحت حواس أن الاستعدادات النفسية والتعليمية يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تجاوز الصعوبات التي قد يواجهها الأطفال خلال هذه المرحلة الانتقالية. وشددت على أهمية توفير الدعم النفسي والاجتماعي خلال فترات الانتقال، متحدثة عن الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات التعليمية في تركيا في توفير مثل هذا النوع من الدعم، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تخفيف آثار المعوقات النفسية والاجتماعية.


انتقلت حواس بعد ذلك لتناول الفروقات الملحوظة بين البنية التعليمية في تركيا وسوريا، مشيرة إلى أن نقص المرافق التعليمية الحديثة في سوريا يعتبر من العقبات الكبيرة التي تواجه الطلاب العائدين. في هذا السياق، طرحت حواس العائق اللغوي كأحد التحديات الأساسية، موضحةً أهمية تسهيل تعلم اللغة العربية للأطفال، خصوصاً بعدما اكتسبوا اللغة التركية واستخدموها في بيئتهم التعليمية الجديدة.


كما سلطت الضوء على الظروف الاجتماعية والاقتصادية المدمرة التي تعاني منها سوريا، وكيف أن هذه الظروف تؤثر سلباً على نفسية الأطفال العائدين. وأكدت أن الفجوة اللغوية قد تسبب صعوبات في التواصل بين الأطفال السوريين ومجتمعهم الجديد، مما يعيق اندماجهم الاجتماعي. ولذا، فإن مواجهة هذه التحديات تتطلب تكاتف المجتمع بأسره، بما في ذلك الأسر والمؤسسات التعليمية.


وأثنت حواس على أهمية الاندماج الاجتماعي والتعاون بين العائلات في بناء مجتمع قوي ومتعاون، مشددةً على أن هذا التعاون يسهم في تعزيز قيم التكافل ومساعدة الأطفال على التكيف مع ظروفهم الجديدة. وتناولت الأدوار البارزة التي تؤديها المؤسسات التعليمية في تركيا، حيث تلعب هذه المؤسسات دوراً حيوياً في تسهيل تسجيل الطلاب السوريين وتوفير الرعاية اللازمة لهم.


وفي نهاية اللقاء، أكدت حواس على ضرورة العمل على إعادة إعمار المدارس والمساجد، واعتبار ذلك جزءاً لا يتجزأ من جهود استعادة الهوية الوطنية والدينية للأطفال. ودعت إلى أن يكون هذا الدعم جزءاً من التزام مجتمعي أوسع لبناء مستقبل أفضل للأطفال السوريين.


ختاماً، سلطت الحلقة الضوء على التحديات التي تواجه الأسر في تعليم أبنائهم اللغة العربية، وأكدت حواس على أهمية تعزيز المناهج الدراسية وتوفير الدعم العاطفي لضمان نجاح الأطفال في تعلم اللغة. وأشارت إلى أن التحدي الرئيسي يبقى في توفير بيئة آمنة ومستقرة تشجع على التعلم، مما يستدعي استثماراً مستداماً من جميع فئات المجتمع لضمان تحقيق هذا الهدف.