وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 28 يناير - 2025

تحديات التعليم العالي في سوريا: دعوات للاعتراف بشهادات الجامعات الخاصة


تسعى النقاشات حول واقع الجامعات الخاصة في الشمال السوري إلى طرح القضايا الأساسية المتعلقة بمعايير الاعتراف بهذه المؤسسات التعليمية. في هذا السياق، أكد الدكتور محمد الحريري، الذي يشغل منصباً مهنياً بارزاً في مجال التعليم العالي، على أهمية التقييم الموضوعي للجامعات الخاصة، مشدداً على ضرورة تحسين الأوضاع الأكاديمية لضمان الاعتراف بشهاداتها في إطار النظام التعليمي الجديد.


وفي حديثه، تطرق الدكتور الحريري إلى وضع التعليم في سوريا، مشيراً إلى التحديات القائمة التي يواجهها الطلاب نتيجة عدم الاعتراف ببعض الجامعات الخاصة. وأكد على ضرورة التفاعل مع هذه الجامعات لفهم العوائق التي تحول دون تحقيق اعتراف رسمي بشهاداتها، مما يتطلب تواصلاً فعالاً مع وزارة التعليم العالي وفتح قنوات حوار مستمرة.


أضاف الدكتور الحريري أن وزير التعليم العالي لديه رؤية عقلانية تجاه مستقبل الجامعات في الشمال السوري، حيث أبدى تطميناته للطلاب بأن هذه الجامعات ستندمج تدريجياً ضمن النظام التعليمي المعتمد، مما يسهم في تحسين جودة التعليم وضمان حقوق الطلاب.


في سياق متصل، دعا الدكتور الحريري إلى تحديد معايير واضحة للاعتراف بالجامعات، مشيراً إلى ضرورة إعادة تقييم الوضع الحالي للجامعات في سوريا، والذي شهد في السابق اعترافاً مبالغاً فيه بالجامعات الإيرانية، مما أثر سلباً على التعليم المحلي. حيث أكد أن عدد الجامعات الإيرانية المعترف بها في سوريا يصل إلى 400 جامعة، بينما عدد الجامعات المعترف بها في دول أخرى مثل اليمن والسودان أقل بكثير. وعليه، يؤكد التعليم العالي الحديث، بقيادة الدكتور عبد منى عبد الحافظ، على أهمية إعادة النظر في هذا الاعتراف بالإبقاء على الجامعات المحلية في دائرة الضوء.


كما تناول الدكتور الحريري في حديثه التحديات التي تواجه الجامعات التي تعتمد أسلوب التعليم المفتوح والإلكتروني، مشيراً إلى ضرورة تقنين أوضاع هذه الجامعات وضمان جودة التعليم. وأوضح أن أحد الشروط الأساسية للاعتراف هو أن يكون الطالب مسجلاً فعلياً في الجامعة المعنية، مما يضمن صحة شهادته، فضلاً عن أن الجامعات يجب أن تكون قد تخرجت دفعات موثقة. هذه المعايير تهدف إلى مكافحة ظاهرة الجامعات الوهمية والحفاظ على مصداقية التعليم.


وأشار الدكتور الحريري إلى أن تحقيق معايير معينة للحصول على التراخيص الأكاديمية يتطلب وجود أعضاء هيئة تدريس مؤهلين ونظام أكاديمي معتمد، كما أكد على أهمية تحديد اللغة الأساسية للتعليم سواء كانت عربية أو إنجليزية أو فرنسية. هذه العوامل تلعب دوراً محورياً في تمكين الطلاب من استيعاب المواد الدراسية بشكل فعّال.


في الختام، دعا الدكتور محمد الحريري كافة الأطراف المعنية إلى التعاون معاً لتحسين وضع التعليم العالي في الشمال السوري، والعمل على وضع أسس متينة لتحقيق الاعتراف بالجامعات الخاصة وضمان جودة التعليم المقدمة، لتحقيق مزيد من النجاح لأجيال المستقبل.