غادرت اليوم السبت 148 عائلة عراقية، تضم 578 شخصاً، مخيم الهول الواقع في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، والذي تديره "الإدارة الذاتية". وتعتبر هذه الدفعة الجديدة ثاني دفعة تخرج من المخيم منذ بداية العام الحالي، والعشرين منذ بدء التنسيق المستمر بين الحكومة العراقية و"الإدارة الذاتية" لإعادة العائلات العراقية إلى وطنها.

وأكد مصدر مطلع من داخل المخيم أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود المبذولة لتحسين الظروف المعيشية لعائلات المحتجزين، حيث يعاني العديد من قاطني المخيم من تدهور أوضاعهم الإنسانية. وقد طالب العراقيون المحتجزون حكومة بلادهم والأطراف الدولية بالنظر بعين الاعتبار إلى معاناتهم، والعمل على تقديم حلول عاجلة لتأمين عودتهم أو لتحسين ظروف حياتهم داخل المخيم.

ومن الجدير بالذكر أن عائلات المحتجزين في الهول قد عبرت عن مخاوفها من عدم قدرتها على العودة بأمان إلى العراق، حيث أشاروا إلى وجود مخاطر الانتقام العشائري ومعوقات تتعلق بوجود خلايا تنظيم "داعش" في بعض المناطق. كما أبدوا قلقهم أيضاً بشأن المعاملة التي قد يلقوها لدى العودة، وقلة الدعم المتاح لهم من حيث الخدمات الصحية والتعليمية.

المخيم، الذي يضم أكثر من 43 ألف شخص، يمثل تجمعاً لمحتجزي عائلات مقاتلي تنظيم "داعش"، ويتوزع فيه عراقيون وسوريون وأجانب ينتمون إلى حوالي 45 دولة. وتشكل النساء والأطفال غالبية سكان المخيم، مما يعكس الوضع الإنساني المعقد الذي يعيشه هؤلاء الأفراد.

وفي سياق ذي صلة، دعت "الإدارة الذاتية" السوريين الموجودين في المخيم للعودة الطوعية إلى ديارهم، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود المحلية والدولية لمعالجة أوضاع جميع المقيمين في الهول. ويعكس هذا الحدث الأخير الحاجة المستمرة إلى تعاون دولي عاجل لتوفير الدعم اللازم وتحقيق الاستقرار لهؤلاء العائلات، سواء من خلال تسهيل عودتهم إلى العراق أو تحسين الظروف المعيشية داخل المخيم.