كارثة في منتجع كارت الكايا التركي: حريق مأساوي يحصد أرواح العشرات ويثير تساؤلات حول معايير السلامة
تحولت عطلة شتوية كانت مفعمة بالبهجة في منتجع كارت الكايا للتزلج، الواقع بالقرب من بولو في تركيا، إلى كارثة مأساوية حيث اندلع حريق مروع في مطعم المنتجع، مما أسفر عن مصرع عشرات الأشخاص وإصابة العديد من الآخرين. الحادث الأليم يسلط الضوء على قصور واضح في معايير السلامة، بالإضافة إلى ضعف التصميم الإنشائي للفندق الذي أفضى إلى تفاقم الكارثة.
أفادت مصادر محلية أن الحريق اندلع في ساعات محورية من الليل، حيث كانت التفاصيل لا تزال غير واضحة. لكن ما أسفر عنه الحادث كان مروعًا، إذ أدى ارتفاع أعمدة الدخان والنيران المشتعلة إلى محاولة بعض النزلاء القفز من النوافذ بحثًا عن النجاة، مما يعكس حالة الفزع والذعر التي عمت المكان.
تحليل أولي يشير إلى أن تصميم الفندق الخشبي كان عاملاً مؤثرًا في انتشار الحريق بسرعة ساحقة، مما جعل من الصعب على فرق الإنقاذ الوصول إلى المصابين في الوقت المناسب. كما أشار شهود عيان إلى أن استعداد فرق الإطفاء وتفاعلهم مع الحدث كان غير كافٍ، حيث استغرق وصول سيارات هيئة إدارة الكوارث الوطنية إلى الموقع وقتًا طويلاً مما زاد من حدة الأزمة.
في خضم هذه الأحداث الأليمة، بدأت السلطات المحلية تحقيقات معمقة لتحديد أسباب الحريق، مع التركيز بشكل خاص على التقارير المتعلقة بتعطل نظام الكشف عن الحريق، والذي يُفترض أن يلعب دورًا حيويًا في الإنذار المبكر. وقد قامت الحكومة بتكليف مدعين عامين للتحقيق في تفاصيل الحادث، وذلك في محاولة لتحديد المسؤوليات ومحاصرة التقصير الذي قد يكون قد ساهم في وقوع هذه الكارثة.
هذا الحادث يثير تساؤلات عاجلة حول معايير السلامة المعمول بها في المنشآت السياحية والترفيهية في تركيا، ويعيد فتح النقاش حول ضرورة فرض رقابة صارمة على التصاميم الإنشائية وأنظمة السلامة، لضمان حماية الأرواح وتجنب كوارث مشابهة في المستقبل. تبقى العائلات التي فقدت أحباءها في هذه الحادثة تنتظر بفارغ الصبر نتائج التحقيقات، بينما تظهر الحاجة الملحة للإصلاحات في القطاع السياحي لضمان سلامة الزوار.