حزب العدالة والتنمية التركي يصدر تقريراً عن الوضع في سوريا
أصدر حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا تقريراً شاملاً ومفصلاً عن الوضع الراهن في سوريا عقب انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، مما يمثل خطوة جديدة تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد بعد سنوات من الاضطراب والصراع.
التقرير، الذي أُعدَّ بتكليف من وزارة حقوق الإنسان التركية، تم تقديمه مؤخراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أظهر كيف أثرت تبعات سقوط النظام على الحياة اليومية للسكان. ورغم أن انهيار نظام البعث قد خلق نوعاً من الشعور بالنصر بين بعض فئات الشعب السوري، إلا أن التقرير يشير إلى وجود مشاعر قلق وتوجس عميقة حيال المستقبل، مما يُعطي صورة أكثر تعقيداً للوضع.
وفقاً للتقرير، يعتبر تجدد الصراع أحد القضايا المحورية التي تثير مخاوف السكان، بالإضافة إلى المسائل المتعلقة بالقضاء على وجود حزب العمال الكردستاني واستعادة وحدة الأراضي السورية. ويبدو أن هذه المخاوف تأتي في الوقت الذي يعاني فيه العديد من المناطق من دمار واسع وزعزعة في الأمن والاستقرار، مما يحول دون عودة الحياة الطبيعية إلى المدن والبلدات.
كشف التقرير عن معاناة السوريين من أزمة إنسانية خانقة تتطلب استجابة عاجلة، حيث تتواصل المخاطر المتعلقة بنقص الخدمات الأساسية، منها الطاقة والغذاء والرعاية الصحية. وأكد التقرير أن أبرز المدن مثل دمشق وحلب تمتلك إمكانية التعافي إذا حصلت على الدعم الكافي، ولكن المدن والقرى الأصغر لا تزال تواجه تحديات هائلة تعوق جهود إعادة الإعمار.
كما تناول التقرير ضرورة التعاون بين تركيا وسوريا، لاسيما على مستوى الحكومات المحلية، من أجل معالجة القضايا الخاصة بالرعاية الصحية وإحياء البنية التحتية المتهدمة. ودعا التقرير إلى دعم دولي، بما في ذلك المساعدات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لاستئناف جهود إعادة الإعمار.
من جهة أخرى، أبرز التقرير المخاوف بشأن وجود مدن مهجورة ومراكز التعذيب المنتشرة في مختلف أنحاء سوريا، مشيراً إلى ظاهرة اكتشاف المقابر الجماعية التي تذكّر بالفصول المأساوية التي مرّت بها البلاد.
في تعليقه على التقرير، وصف الرئيس أردوغان القضية السورية بأنها "مسألة مؤلمة حقاً"، مشدداً على التزام تركيا بمساعدة اللاجئين السوريين. وأكد أردوغان أن جهود تركيا ستستمر لدعم إخواننا وأخواتنا الذين يتطلعون للعودة، مشيراً إلى ضرورة التفكير في المستقبل بدلاً من الاستغراق في الأحداث الماضية.
وأتبع الرئيس التركي بالقول أن 61 عاماً من القمع السلطوي قد انتهت، معرباً عن اعتقاده بأن نظام البعث قد فقد السيطرة، مما أدى إلى تداعيات تسببت بالأزمة الإنسانية الحالية.