نتنياهو يُعلن عن بدء عملية السور الحديدي العسكرية في جنين
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن انطلاق عملية عسكرية واسعة في مدينة جنين، تحت عنوان "السور الحديدي"، والتي تهدف إلى القضاء على ما يُعَدُّه الإرهاب الفلسطيني وتعزيز الأمن في الضفة الغربية. وتأتي هذه العملية العسكرية، التي تتضمن هجمات جوية وحصاراً محكماً على المدينة، في سياق تصاعد التوترات السياسية والأمنية في المنطقة، والتي يُرجعها نتنياهو إلى دور إيران في دعم المقاومة الفلسطينية.
في تصريح له خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في تل أبيب، أكد نتنياهو أن العملية العسكرية تمثل استجابة ضرورية لمواجهة التهديدات المتزايدة في المنطقة. وأشار إلى أن الجماعات المسلحة التي تنشط في الضفة الغربية، وخاصة تلك المدعومة من إيران، تُعدّ مصدر رعاية الإرهاب الذي يستهدف أمن إسرائيل. مضيفاً أن طهران تُعتبر المصدر الرئيسي للأسلحة للمجموعات مثل حركة حماس.
وأفاد نتنياهو بأن العملية العسكرية تأتي في ظل تصعيد خطر يتقاطع مع الدعم الإيراني للمسلحين في كلٍ من غزة ولبنان وسوريا واليمن، مما يُبرز الحاجة لمواجهة التنسيق المتزايد بين هذه القوى الإقليمية. وأوضح أن إسرائيل لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التهديدات، وأن عملها العسكري يستهدف إحباط أي عمليات قد تُسفر عن استهداف مستقبلي لمواطنيها.
في السياق ذاته، أشارت تقارير إعلامية إلى أن العمليات العسكرية المنتظرة في جنين ستكون متميزة عن سابقاتها، حيث من المتوقع أن تتضمن تصعيداً ملحوظاً في الهجمات الجوية إضافة إلى عمليات برّية منسقة. وأكدت مصادر عسكرية أن عدد الهجمات الجوية على قطاع غزة قد زاد بشكل غير مسبوق حيث تم تسجيل أكثر من 100 غارة في الأيام الأخيرة.
وتظهر المعلومات المتاحة أن الحصار المفروض على جنين قد أحدث صعوبات كبيرة على حركة الفلسطينيين، حيث أصبح التنقل بين الحواجز أمراً بالغ التعقيد، مما يفاقم من الوضع الإنساني في المنطقة. ويأتي هذا التصعيد الأمني ضمن سلسلة من العمليات العسكرية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي عبر السنوات الماضية، والتي استهدفت المخيمات الفلسطينية تحت مبررات مختلفة، مما يعكس المساعي المستمرة لزيادة السيطرة الأمنية على المنطقة.
إن عملية "السور الحديدي" وما يتبعاها من إجراءات عسكرية قد تزيد من تعقيد العلاقة بين الشعب الفلسطيني والاحتلال، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط توترات متزايدة نتيجة التأثيرات الإقليمية والدولية المتداخلة.