انقطاع مطري نادر: الأرصاد الجوية تكشف تفاصيل الحالة الجوية المتطرفة وتأثيراتها المستقبلية
أعلنت الأرصاد الجوية أن منطقة شرق المتوسط تعيش حاليًا حالة انقطاع مطري وجفاف تعدّ نادرة الحدوث، حيث استمرت لفترة طويلة وغير معتادة. وأوضحت التقارير أن معدلات الهطل في المناطق الداخلية لم تتجاوز 10-25٪ حتى الآن، مما يشير إلى تدهور ملحوظ في الظروف المناخية، على الرغم من أن المناطق الغربية والساحلية قد شهدت نسب هطول أفضل، لكنها لا تزال أقل من المعدلات المعتادة لنفس الفترة من العام.
وأضافت الأرصاد الجوية أن هذا الوضع المقلق جاء نتيجة لسيطرة منظومات جوية تتسم بقيم ضغط عالية وقياسية، خاصة في المناطق الغربية من أوروبا، إلى جانب ضعف واضح في المنخفض الأيسلندي الواقع شمال غرب أوروبا. هذا التغيير أثّر بشكل مباشر على تدفق التيارات الباردة نحو منطقة شرق المتوسط، مما أحبط ظهور المنخفضات الجوية الشتوية التي تشهدها المنطقة في العادة خلال هذا الموسم.
كما لوحظ نشاط ملحوظ للمرتفع السيبيري بقيم قياسية، حيث ساعدت امتدادات هذا المرتفع إلى مناطق واسعة من جغرافية المنطقة على دفع تيارات جافة وباردة جداً نحو شرق المتوسط، مما أصبح بمثابة حائط صد للأنظمة الجوية الفعّالة. وقد أفضى ذلك إلى تحويل هذه الفعاليات الجوية نحو دول المغرب العربي، مما أدى إلى تفاقم المشكلة في منطقة شرق المتوسط.
وعن التوقعات المستقبلية، أكدت الأرصاد الجوية أنه من المتوقع أن تستمر هذه الحالة المتطرفة مع استمرار تباعد الهطل المطري، مصحوبة بحالات جوية غير مستقرة وسريعة التأثير في الأيام القادمة. ومع ذلك، يُنتظر تحسن تدريجي في الظروف المناخية بنهاية الموسم الحالي مقارنة مع بدايته، مع توقع ضعف واضح في النشاط الجوي حتى نهاية هذا الشهر وبداية الشهر القادم.
وأشارت الأرصاد إلى أنه من المتوقع أن يتغير النظام الجوي تدريجياً لصالح المنطقة، مع بدء نزولات باردة ذات مصدر قطبي، ما سيسهم في تشكيل مناخ أكثر تأثيراً وهطولاً. ومن المهم ملاحظة أن العديد من المراكز العالمية، وخصوصًا الأوروبية، قد أشارت إلى ضعف في بداية الموسم والحالات الجوية الشتوية لمنطقة الشرق المتوسط، مما يزيد من تعقيد الصورة المناخية في هذه المنطقة الشديدة التأثر بالتغيرات الجوية.
إن الوضع الحالي يتطلب متابعة دقيقة من قبل المختصين للتأكد من كيفية تأثير هذه التقلبات على العوامل البيئية والمائية والاجتماعية في المنطقة.