وكالة قاسيون للأنباء
  • الاثنين, 20 يناير - 2025

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تدعو الإعلام للتوقف عن استضافة داعمي نظام الأسد


دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الهيئة الرائدة في توثيق الانتهاكات الإنسانية في سوريا، وسائل الإعلام إلى ضرورة الالتزام بمعايير أخلاقية مهنية، ووقف استضافتها لشخصيات معروفة بدعمها لنظام الأسد المخلوع أو تبرير جرائمه، مبدية قلقها من التأثير السلبي لهذه الممارسات على الضحايا الذين عاشوا أهوال الحرب المدمرة. جاء هذا في تقريرها الذي أصدرته أمس الأحد، محذرة من أن استمرار هذه السلوكيات الإعلامية قد يعمق جراح الضحايا ويؤدي إلى نتائج وخيمة، فضلًا عن إعاقة عملية المصالحة الوطنية.


وأكدت الشبكة السورية في تقريرها أن بعض وسائل الإعلام قد قامت خلال الأيام الأخيرة من عمر نظام الأسد باستضافة عدد من الفنانين والمثقفين ورجال الدين، الذين يشتهرون بآرائهم الداعمة للنظام أو تبريراتهم لما ارتكب من انتهاكات جسيمة. وشدد التقرير على أن تلك الاستضافات تمت دون أن تُبدي هذه الشخصيات أي اهتمام بحقوق الضحايا أو تقديم الاعتذار أو التعويض، مما يزيد من معاناة آلاف العائلات التي فقدت أحباءها أو تعرضت للتشريد والعنف.


وأشار التقرير إلى أنه وفقًا لقاعدة البيانات التي أعدتها الشبكة السورية، فقد ارتكب نظام الأسد على مدار 14 عاماً عددًا هائلًا من الجرائم التي وصلت إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، حيث قُتل ما يزيد عن 203 آلاف مدني، بينهم 23 ألف طفل، فيما تم إخفاء نحو 115 ألف شخص قسراً، منهم نحو 8,500 سيدة. بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام نحو 82 ألف برميل متفجر في قصف المدن، وهو ما أدى إلى مزيد من التدمير والتهجير.


كما حذرت الشبكة من تأثير استضافة أفراد ينكرون وقوع الجرائم أو يبررونها، مؤكدة أن هذه الأفعال تُعتبر بمثابة استمرارية لسياسات النظام، وهو ما يؤدي بدوره إلى تأجيج مشاعر الضحايا وإدخالهم في حالة من الغضب والاستياء الذي قد يقود البعض منهم نحو الانتقام.


وأكدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان على ضرورة أن يتخذ منتهكي حقوق الإنسان خطوات جادة نحو الاعتذار والتعويض والابتعاد عن الواجهة العامة، كجزء أساسي لتعزيز السلم الأهلي وتهيئة البيئة المناسبة للمصالحة الوطنية في البلاد. إن الوقت قد حان لإعادة بناء المجتمع السوري على أسس من العدالة والاحترام المتبادل، بعيدًا عن خطاب الكراهية أو التحريض.