وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 16 يناير - 2025

إسبانيا تستأنف أنشطتها الدبلوماسية في دمشق بعد 13 عامًا من التعليق


في خطوة دبلوماسية بارزة، أعلنت الحكومة الإسبانية مؤخرًا عن رفع علمها فوق سفارتها في دمشق، بعد توقف دام 13 عامًا عن الأنشطة الرسمية في سوريا. يأتي هذا القرار في إطار محاولة إسبانيا إعادة بناء علاقاتها مع الدول العربية وخاصةً مع سوريا، التي شهدت صراعات داخلية معقدة خلال السنوات الأخيرة.


فقد أسدل الستار على أزمة تأسيسية طويلة الأمد للوجود الدبلوماسي الإسباني في الأراضي السورية، حيث تم تعليق أعمال السفارة إثر اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011. هذا التوجه الجديد يعكس رغبة إسبانيا في الانخراط مجددًا في الحوار الدبلوماسي في المنطقة، والتفاعل مع ظروفها المتغيرة.


خلال حفل أقيم في السفارة، حضر عدد من المسؤولين الحكوميين والدبلوماسيين الإسبان، حيث نُوقشت خطة العمل المستقبلية التي تتطلع إسبانيا لتحقيقها في مواجهة التحديات الإنسانية والسياسية التي تعصف بسوريا. وقد جاء التأكيد على أن الهدف الرئيسي هو تقديم الدعم الإنساني والاقتصادي للمتضررين من النزاع المستمر.


وفي تعليقه على هذا القرار، أشار وزير الخارجية الإسباني إلى أهمية هذا الخطوة في دعم الاستقرار الإقليمي، وتعزيز فهم الثقافات والتوجهات المختلفة. كما هنأ الشعب السوري على استعادة جزء من الزخم الدبلوماسي الذي فقد خلال العقد الماضي.


تأتي هذه الخطوة تزامنًا مع جهود دولية للبحث عن حلول سلمية للصراع السوري، حيث تزايدت الدعوات لتفعيل الآليات الدبلوماسية في معالجة الأزمات المستمرة. وتحظى هذه الأنشطة بترحيب واسع من قبل العديد من المنظمات الإنسانية التي تأمل أن تعود الأنشطة الدبلوماسية لمساهمتها في تخفيف معاناة الشعب السوري.


إن عودة إسبانيا إلى الساحة الدبلوماسية في سوريا تحمل دلالات عدة، تشمل تعزيز الاتصالات بين الحكومات الأوروبية والنظام السوري، ويمكن أن تمهد الطريق لتعاون أكبر في مجالات الإغاثة والتنمية، مما قد يسهم في إعادة بناء البلد الذي دمرته الحرب.


 ومع ذلك، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت هذه الخطوة ستسهم في تحقيق تقدم حقيقي نحو السلام الدائم في سوريا، وما إذا كانت ستحظى بدعم المجتمع الدولي.

 

تتجه الأنظار الآن نحو مستقبل العلاقات الإسبانية السورية، وترقب ما ستؤول إليه الأمور في ظل تداعيات هذه الخطوة الدبلوماسية.