وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 16 يناير - 2025

غارات إسرائيلية مكثفة على قطاع غزة قبيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار


في تصاعد مقلق للتوترات، كثّف الاحتلال الإسرائيلي غاراته الجوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وذلك عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد المقبل. يأتي ذلك بعد حرب مدمرة استمرت لأكثر من 15 شهرًا، وأدت إلى دمار واسع النطاق في المنطقة وأعداد كبيرة من الضحايا.

وأعلن جهاز الدفاع المدني في غزة اليوم، أن غارتين إسرائيليتين استهدفتا مناطق مختلفة أسفرتا عن استشهاد سبعة أشخاص، وذلك خلال ساعات قليلة من إعلان التوصل إلى الاتفاق. وبحسب بيان الدفاع المدني، فإن القصف الإسرائيلي استهدف منزلًا في منطقة الرمال بمدينة غزة، مما أدى إلى استشهاد خمسة أشخاص وإصابة أكثر من عشرة آخرين. كما سقط شخصان آخران في ضربة جوية على مبنى وسط المدينة.

هذه الغارات تأتي بعد يوم من تسجيل أكثر من 40 حالة استشهاد في قطاع غزة، مما أثار قلقًا واسع النطاق في صفوف السكان المحليين الذين كانوا يأملون في إنهاء دائرة العنف المستمرة. مراسل التلفزيون العربي، أحمد البطة، أكد أنه منذ منتصف الليلة الماضية، أدى تصعيد الهجمات الجوية إلى استشهاد 23 فلسطينيًا على الأقل، بالإضافة إلى إصابة العديد من الأشخاص جراء القصف الذي طال مناطق عديدة من القطاع.

وفي تفاصيل أخرى، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن القصف العنيف على منازل السكان قرب نقابة المهندسين في حي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة أسفر عن استشهاد 18 مواطنًا وجرح آخرين. كما اشارت إلى وقوع غارات على منزل عائلة "النبيه"، مما أدي لإستشهاد ثلاثة مواطنين، بالإضافة إلى استشهاد آخرين نتيجة القصف الذي استهدف منزل عائلة "اللحام" بمنطقة "قيزان رشوان".

على صعيد متصل، يأتي هذا التصعيد العسكري قبل أيام من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُعلن عنه في مؤتمر صحفي عقده رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن، في الدوحة. حيث أعلن عن وجود نجاح للوسطاء في التوصل إلى اتفاق يتضمن تبادل الأسرى والعودة إلى حالة هدوء مستدام، تمهيدًا لوقف دائم لإطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية.

وأوضح الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن الاتفاق سيكون على ثلاث مراحل، تبدأ أولها يوم الأحد المقبل، وتتضمن الإفراج عن 33 محتجزًا إسرائيليًا في مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، مع تأكيد وجود أكثر من 10 آلاف و300 فلسطيني محتجز في السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 98 أسيرًا إسرائيليًا موجودين في قطاع غزة.

يُذكر أن الحديث عن هدوء مرتقب قد خُيم عليه بحوارات متضاربة حول مصير الأسرى والعمليات العسكرية، مما يجعل الوضع في قطاع غزة معقدًا للغاية ومليئًا بالتحديات. ووضعت قطر ومصر والولايات المتحدة آليات لمتابعة تنفيذ الاتفاق وأي خروق قد تحدث في الأيام المقبلة.