وفد سوري رفيع برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني إلى تركيا اليوم لبحث ملفات سياسية وأمنية استثنائية
في خطوة تعكس تحولات جذرية في المشهد السوري، يصل إلى العاصمة التركية أنقرة اليوم وفد سوري رفيع المستوى برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني.
وتُعتبر هذه الزيارة الرسمية الأولى من نوعها منذ سقوط النظام السوري، مما يعكس أهمية الدور التركي في دعم الإدارة السورية الجديدة وبناء شراكات استراتيجية بين البلدين.
يضم الوفد السوري، الذي يمثل الحكومة الجديدة، كل من وزير الدفاع ورئيس المخابرات، مما يدل على الطابع الحساس للملفات التي سيتم مناقشتها. حيث تأتي هذه المحادثات في وقت حرج بالنسبة إلى سوريا، إذ تتناول مواضيع رئيسية تتعلق بالانتقال السياسي، الأمن، مكافحة الإرهاب، والتعاون الاقتصادي.
تُظهر الأهمية الكبيرة لهذه الزيارة رغبة تركيا في تثبيت الوضع السياسي الجديد في سوريا، ودعم الحكومة الجديدة في تحقيق الاستقرار. وتستعد الدولتان لعقد محادثات ثلاثية بين وزراء الخارجية السوري والتركي، حيث ستركز النقاشات على القضايا الأمنية ومكافحة الإرهاب، والتي تُعد من أبرز التحديات التي تواجه الجانبين.
يعتبر ملف الأمن بشكل خاص محوريًا، حيث سيُسلط الضوء على التحديات المرتبطة بوحدات حماية الشعب الكردي وما تتطلبه من استراتيجيات أمنية مشتركة لمواجهة التهديدات التي قد تواجههما.
علاوة على ذلك، سيتم تناول قضايا إعادة الإعمار والتعاون الاقتصادي، حيث يُتوقع أن تناقش الاجتماعات سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين والمساعدات الضرورية لإعادة بناء البنية التحتية في سوريا. كما من المحتمل أن تشمل المناقشات مسألة عودة اللاجئين السوريين وإدارة المعابر بين تركيا وسوريا، وهي قضايا تتطلب تعاونًا وثيقًا بين الحكومتين لتحقيق نتائج فعالة.
تُشكل هذه الزيارة علامة فارقة في العلاقات التركية السورية، وتُعزز من أفق التعاون الاستراتيجي في ظل التغيرات الحالية. في الوقت الذي يسعى فيه الجانبان لتحقيق الاستقرار والأمن، تُعتبر هذه المحادثات فرصة لتأسيس مستقبل أكثر أمانًا وإشراقًا للمنطقة.