قاسيون - طهران: تعيش إيران في حالة من القلق المتزايد بشأن احتمالية اندلاع حرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك في ظل التوترات المتصاعدة التي تتعلق بالتصريحات والأفعال العسكرية. تعكس تحركات إيران العسكرية الأخيرة استراتيجيتها الدفاعية، حيث تسعى لتوجيه رسائل تحذيرية لأعدائها، خصوصًا مع عودة دونالد ترامب إلى الساحة السياسية واحتمالات تصعيد ممارسات الضغط الأميركي عليها.

على الرغم من التأكيدات الإيرانية بأنها لا تخشى الحرب، إلا أن قادتها يبرزون أهمية التحركات العسكرية كرد فعل على ما يعتبرونه تهديدات مباشرة من الولايات المتحدة وإسرائيل. يجد المراقبون أن هذه الرسائل تأتي في وقت حرج، مما يعكس شعور طهران بضرورة تعزيز نفوذها الإقليمي والتصدي للضغوط الخارجية.

صرح مسئولون إيرانيون بأن إنهاء الاتفاق النووي السابق يعد سببًا إضافيًا لقلقهم من تصريحات ترامب، التي قد تؤدي إلى إعادة تطبيق سياسة الضغط الأقصى ضد إيران. هذا الوضع قد يدفع طهران إلى تكثيف برنامجها العسكري، مما يثير مخاوف متزايدة من هجوم عسكري محتمل من قبل إسرائيل.

في مشهد آخر، تسعى إيران لتعزيز برامجها الفضائية وأن تطلق أقمارًا صناعية جديدة في السنوات المقبلة، وهو ما يعتبره العديد من الخبراء في الغرب مرتبطًا بشكل مباشر ببرنامجها الصاروخي. تأتي هذه التطورات في وقت تمضي فيه طهران قدماً في محادثات غير مباشرة مع الدول الأوروبية لتحقيق تحسين في علاقاتها والعودة إلى طاولة المفاوضات حول الاتفاق النووي.

تتضمن خطط إيران الاستراتيجية استعدادات متعددة السيناريوهات، بما في ذلك توقيع اتفاقيات عسكرية مع دول مثل روسيا، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإقليمية والدولية. وكل هذا يشير إلى أن إيران ليست فقط في حالة تأهب لمواجهة تصعيد محتمل من قبل خصومها، بل تتطلع أيضًا إلى تعزيز مكانتها كقوة إقليمية مؤثرة في ظل التحديات المتزايدة.

باختصار، تظل الأوضاع في الشرق الأوسط معقدة، وإيران تلعب دوراً محورياً في تشكيل تلك الديناميكيات، حيث تستمر في تقديم تحذيرات وفهم جديد لأساليب الدفاع والتعاون مع الحلفاء الإقليميين والدوليين.