تواصل عمليات نقل الأسلحة الروسية من سوريا إلى ليبيا
في إطار جهودها المستمرة لنقل الأسلحة والمعدات العسكرية إلى ليبيا، تواجه روسيا تحديات بارزة في عملية الإمداد، حيث أصبح استخدام الطائرات لنقل هذه المعدات هو الخيار الأساسي بعد تعطل عمليات الشحن البحري. فقد ذكرت مصادر مطلعة أن الحكومة السورية لم تمنح الإذن للسفن الروسية بالدخول إلى ميناء طرطوس، مما أعاق قدرة القوات الروسية على إخلاء ذخائرها ومعداتها العسكرية من الأراضي السورية.
وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن الأميرال البحري الروسي فاليري فلاديميروفيتش فارفولومييف قد خاض مفاوضات جديدة في 9 يناير 2025، بهدف ترتيب شروط دخول السفن الروسية إلى الميناء، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل. يأتي ذلك في وقت تعاني فيه سفينة الإنزال الروسية "ألكسندر أوتراكوفسكي"، المتواجدة قبالة سواحل طرطوس، من مشاكل فنية جسيمة في نظام تحلية المياه، بالإضافة إلى تسرب الوقود من خزاناتها، مما يزيد الطين بلة ويعقد الوضع اللوجستي للعمليات العسكرية.
كما كشفت مصادر قريبة من الحكومة السورية أن القيادة الجديدة قد وضعت شروطاً جديدة للتعاون مع روسيا، حيث يبدو أن هناك تحضيرات لفرض قيود إضافية على دخول السفن الروسية إلى القواعد البحرية. ويُعتقد أن الإدارة السورية قد اشترطت على الجانب الروسي تسليم بقايا النظام السابق في مناطق حميميم وطرطوس كشرط للسماح للسفن بالرسو في الميناء، مما يظهر تحولاً كبيراً في العلاقات العسكرية والسياسية بين الجانبين.
في هذه الأوقات الحرجة، يظل الوضع في المنطقة معقداً، حيث يواجه الجيش الروسي تحديات متزايدة في تأمين إمداداته العسكرية، الأمر الذي قد يؤثر سلباً على استراتيجياته في الأراضي الليبية. ويشدد المراقبون على ضرورة متابعة التطورات الإقليمية عن كثب، حيث أن تأثير هذه الأحداث قد يتجاوز حدود سوريا وليبيا ليطال المشهد الجيوسياسي في منطقة الشرق الأوسط ككل.