زيارة تاريخية لرئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى دمشق
وصل رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم السبت، إلى العاصمة السورية دمشق، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ عام 2010، مما يعكس تحولات سياسية متسارعة في المنطقة. وكان في استقبال ميقاتي لدى وصوله رئيس الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، وذلك في قصر الشعب بدمشق، حيث أُعلن عن أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
هذا ورافقت الجولة ميقاتي وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، في خطوة تعبّر عن تصميم الحكومة اللبنانية على صياغة مرحلة جديدة من التعاون مع سوريا. تأتي هذه الزيارة عقب انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، والذي كان قد أكد في كلمته الدستورية أهمية الشروع في حوار جدي مع سوريا لحل القضايا العالقة بين الجانبين.
وأشارت مصادر حكومية لبنانية، إلى أن الملفات التي سيتم تناولها خلال هذه الزيارة تشمل تعزيز ضبط الحدود، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولتين، إلى جانب معالجة قضية المفقودين، ووضع آليات واضحة وقابلة للتنفيذ لحل أزمة اللاجئين السوريين، بما يضمن عودتهم إلى وطنهم.
وفي سياق متصل، كان الشرع قد وجه دعوة إلى ميقاتي في الثالث من كانون الأول/يناير الجاري لزيارة دمشق بهدف بحث الملفات المشتركة وتعزيز العلاقات بين الجانبين. وعلى خلفية التوترات الحدودية الأخيرة، أكد الشرع خلال الاتصالات السابقة أن الأجهزة السورية قامت بالإجراءات المطلوبة لاحتواء الوضع عقب إصابة أربعة جنود لبنانيين في اشتباكات مع مسلحين سوريين قرب الحدود، مما يعكس الحاجة الملحة لتفعيل قنوات التواصل بين البلدين.
إن الزيارة تأتي في وقت حساس لكلا البلدين، حيث تأمل الحكومة اللبنانية أن تسهم هذه الخطوة في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والأمني، وتعزيز الاستقرار في المنطقة. كما يرى المراقبون أن تحسن العلاقات اللبنانية السورية قد يسهل معالجة العديد من القضايا المعقدة التي تعاني منها المنطقة.