تتواصل الاحتجاجات الشعبية في مختلف مناطق محافظة الرقة شرقي سوريا ضد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، في ظل تصاعد عمليات الاعتقال التعسفية والانتهاكات المتفشية بحق المواطنين. تأتي هذه التطورات في وقت تزايد فيه الاستياء العام من أساليب القمع التي تتبناها "قسد"، مما دفع المواطنين إلى الخروج في تجمعات سلمية للإعراب عن مطالبهم ورفضهم للسياسات الممارسة ضدهم.

وفقاً لمصادر محلية، ششهدت بلدة المنصورة غربي الرقة حادثة مأساوية أسفرت عن مقتل شاب يدعى حسنين أبو نورس، نتيجة اشتباك مع دورية تابعة لـ"قسد" أثناء محاولة اعتقاله وسرقة سيارته. الحادثة أثارت مشاعر الغضب بين سكان المنطقة ودعوات للعدالة.

في قرية الجاسمية شمالي الرقة، ارتفعت وتيرة التوتر الأمني عقب مقتل شاب في ظروف غامضة، حيث منعت "قسد" عائلته من دفنه، مما أجج مشاعر الاستياء والغضب بين أهالي القرية. كما قامت "قسد" بفرض طوق أمني مشدد على القرية وبدأت حملة اعتقالات طالت أفراد من عائلة محمد أمين، بمن فيهم أشخاص سبق لهم العمل مع "قسد" في أعمال ميدانية، مما يطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذه العمليات.

وفي حادثة منفصلة، اعتقلت استخبارات "قسد" الشاب رواد الخضر من أبناء مدينة الرقة بعد استدعائه إلى مركزها الأمني بسبب زيارته إلى دمشق للاحتفال بسقوط النظام، حيث تم اعتقاله من أحد المراكز الأمنية بالقرب من مشفى الفرات. هذه الأفعال، بالإضافة إلى اقتحام دورية لـ"قسد" منزل محمود الدرويش السعيد في قرية اليمامة واعتداءها على شابين وسرقة مبلغ من المال، تعكس تصاعد الإجراءات القمعية التي يتعرض لها السكان.

في سياق متصل، يواصل أهالي مدينة تل أبيض اعتصامهم المفتوح للأسبوع الثاني على التوالي، مطالبين بإخراج "قسد" من محافظة الرقة وكامل مناطق الجزيرة السورية. المشاركون في الاعتصام أعربوا عن رفضهم الانتهاكات المتكررة التي ترتكبها "قسد"، مؤكدين أن سقوط نظام الأسد دون إنهاء نفوذ "قسد" يُشكّل تهديداً لوحدة سوريا ويعيد إنتاج سياسات القمع التي عانت منها البلاد لعقود.

تظهر هذه الأحداث تفاقم الأوضاع في الرقة، ومع استمرار موجة الاحتجاجات والعمليات العسكرية، يبقى الأمل في تحقيق العدالة والسلام في المنطقة معلقاً على التغيرات السياسية والأمنية في البلاد.