وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 9 يناير - 2025

عودة السوق المسقوف في حمص للحياة:


قاسيون -حمص -شهد السوق المسقوف في مدينة حمص، أحد أقدم المعالم التاريخية في المنطقة، عودة ملحوظة للحياة رغم الدمار الذي خلفه نظام الأسد خلال سنوات الحرب الأهلية المدمرة. يترجم هذا السوق التراث الثقافي والاجتماعي العريق للمدينة، حيث توارثت الأجيال على مر العقود مهنهم فيه، ليصبح معلمًا يجسد الهوية الحمصية العريقة.

يعود تاريخ هذا السوق إلى أكثر من ثمانين عاماً، حيث ارتبط بأحداث تاريخية مهمة وشهد على أنماط متعددة من الحياة الاقتصادية. يمثل السوق المسقوف اليوم رمزًا للصمود، حيث يحاول التجار وأصحاب المحال إعادة إحياء نشاطهم التجاري، رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمكان نتيجة الاستهداف المستمر الذي تعرض له خلال الصراع.

تحدث أصحاب المحال بتفاؤل عن عودة الزبائن إلى السوق، مشيرين إلى أن الحياة الاقتصادية في المنطقة تحتاج إلى نفس جديد يتمثل في عودة الناس، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تأثرت سلباً بفعل الحرب. برغم عدم قدرة السوق على استعادة كامل بريقه السابق، إلا أن روح الحي في السوق لا تزال موجودة، حيث يمثل مكانًا يجتمع فيه الناس لتبادل الأفكار والتجارب والأعمال.

يأمل التجار أن يستعيد السوق المسقوف مكانته المرموقة كوجهة تجارية واجتماعية في حمص، حيث يعتمد جماله الحقيقي على الحركة التجارية النشطة التي تعيد إليه الحياة. إن إعادة إحياء هذا السوق لا تقتصر على النواحي الاقتصادية فحسب، بل تعيد الأمل للسكان وتجسد قدرة المجتمع على التغلب على الأزمات واستعادة الأصالة والتراث الذي لطالما كان عنوانًا لمدينة حمص.

في الختام، يبقى السوق المسقوف شاهداً على تاريخ المدينة ورمزاً للتحدي والصمود، حيث يتطلع الجميع إلى رؤية المزيد من النشاط والحيوية في أركانه، مما يسهم في إعادة بناء هوية حمص التاريخية واستعادة رونقها.