شهدت بلدة بومصعة في ريف دير الزور الغربي، صباح اليوم الإثنين، خروج عشرات الأهالي في مظاهرة حاشدة تعبيراً عن استيائهم من تواجد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في منطقتهم، حيث طالب المتظاهرون بخروج هذه القوات واستبدالها بفصائل من إدارة العمليات العسكرية.

وفي تفاصيل المظاهرة، قامت الحشود برفع علم الثورة السورية، وقطع الطرقات بإطارات مشتعلة، مؤكدين على رغبتهم في استعادة الأمن والاستقرار في بلدتهم. هذا وعكست المظاهرة الوضع المتدهور الذي تعاني منه المنطقة نتيجة لانتشار السرقات وحالة الفلتان الأمني، بالإضافة إلى إطلاق النار العشوائي الذي أصبح ظاهرة متكررة، كما أشار إليه السكان المحليون.

وفي سياق متصل، أفادت شبكة "الخابور" الإخبارية المحلية بأن القوات الكردية قامت بإرسال دورية عسكرية مكونة من عدة سيارات، التي تمركزت على مدخل البلدة لفترة قصيرة قبل أن تعود للانسحاب، مما زاد في حدة التوتر بين الأهالي وقوات "قسد".

تجدر الإشارة إلى أن هذه المظاهرة ليست الأولى من نوعها، إذ تشهد العديد من المناطق في محافظتي الرقة ودير الزور وأجزاء من الحسكة حالة من التوتر المستمر منذ سقوط النظام السوري، حيث يواصل الأهالي المطالبة بخروج قوات "قسد" من مناطقهم وعودة فصائل المعارضة السورية. وقد تخللت تلك الاحتجاجات السابقة مواجهات دامية، حيث استخدمت "قسد" الرصاص الحي، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، وسط دعوات متكررة من نشطاء حقوق الإنسان للتهدئة وحماية المدنيين.

إن هذا التطور يأتي في وقت حساس تمر به المنطقة، حيث يعكس مخاوف الأهالي من مستقبل مليء بالتوترات والصراعات، ويؤكد الحاجة الملحة لحلول سياسية وأمنية مبنية على أساس الحوار والتفاهم بين جميع الأطراف المعنية.