وكالة قاسيون للأنباء
  • الثلاثاء, 7 يناير - 2025

دمشق تحت وطأة كورونا: الموت يتزايد والفقر يهدد الحياة اليومية

دمشق تحت وطأة كورونا: الموت يتزايد والفقر يهدد الحياة اليومية

تشهد العاصمة السورية، دمشق، تصاعدًا خطيرًا في انتشار فيروس «كورونا»، مما يُجبر العديد من أبناء المدينة على مواجهة خيار مرير يجمع بين تأمين مستلزمات الوقاية الضرورية أو توفير القوت اليومي لأسرهم.

فقد أظهرت التقارير أن الفقر المدقع الذي يعاني منه معظم الدمشقيين قد أضعف قدرتهم على التزام معايير السلامة، حيث باتت الظروف المعيشية الصعبة هي الخيار المطروح أمام الغالبية.

وأكدت مصادر طبية في دمشق، أن المرافق الصحية تشهد تزايدًا مستمرًا في أعداد الحالات التي تتوافد يوميًا إلى المستشفيات، حيث يتم تسجيل ما يزيد عن 200 حالة وفاة ترتبط بفيروس «كورونا» يوميًا.

وأشارت المصادر إلى نقص الحاد في سيارات نقل الموتى، مما يُعكس حجم الكارثة التي تعاني منها العاصمة.

في غضون ذلك، فقد استمر الحديث في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المواقع الإلكترونية حول تفشى الفيروس، حيث تم الإعلان عن وفاة عدد من الشخصيات البارزة، منها نائب عميد كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية في جامعة دمشق، سهيل مرشة، ورئيس تحرير قناة «الإخبارية السورية»، خليل محمود.

كما توفي الفنان اللبناني مروان محفوظ طبيب في مستشفى الهلال الأحمر، بالإضافة إلى حالة الاشتباه بإصابات بين القضاة في القصر العدلي.

ورغم الأرقام الرسمية التي تُعلنها وزارة الصحة بشكل يومي، والتي تتراوح بين 19 و29 إصابة جديدة وشفاء ما بين 5 إلى 8 حالات، إلا أن الوضع في المستشفيات يدل على تدهور ملحوظ في الخدمات الصحية وغياب الإمكانيات اللازمة لاستقبال المرضى والعناية بهم. وتشير الإحصائيات إلى أن إجمالي عدد الإصابات بلغ حتى الآن 809 إصابة و44 حالة وفاة.

وفي ظل هذا الوضع الخطر، يستمر الفقر في التأثير على سلوكيات المواطنين، حيث يُضطر الكثير منهم إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الأولويات اليومية. فقد أشار رجل في العقد الخامس من عمره، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، إلى أن الوضع المادي الصعب يجبر الناس على الاختيار بين تأمين قوتهم اليومي أو شراء مستلزمات الوقاية؛ حيث يُشير بأن «البعض يفضل الجوع على الوقاية من الوباء».

تستمر أسعار معدات الوقاية في الارتفاع، حيث يتجاوز سعر الكمامة الواحدة 500 ليرة سورية، فيما سجلت أسعار المواد الأساسية الأخرى مثل الصابون والمعقمات أرقامًا مرتفعة مما يزيد من معاناة الأسر ذات الدخل المحدود.

في الوقت نفسه، أعربت وزارة الصحة عن قلقها من ارتفاع عدد الإصابات، مُشيرة إلى أنها لا تمتلك القدرة على إجراء مسحات عامة في جميع المحافظات بسبب الحصار الاقتصادي. ودعت الوزارة إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الفردية لحماية المجتمع. وقد حذر وزير الصحة، نزار يازجي، من تفشي أوسع للفيروس إذا لم يتم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مشددًا على ضرورة ارتداء الكمامات في أماكن التجمعات ووسائل النقل العامة.

هذا، وتواصل الفرق الحكومية الاستشارية المعنية بالنظر في تدابير إضافية لمحاربة الفيروس، وسط دعوات ملحة للشعب السوري للالتزام بتوجيهات السلامة الفردية والعامة، في ظل هذه الظروف الحرجة التي تعيشها البلاد.