وكالة قاسيون للأنباء
  • الأربعاء, 1 يناير - 2025

عودة الحياة الثقافية إلى دمشق: المثقفون يتجاوزون قمع نظام الأسد ويحتفلون بنصر الثورة

عودة الحياة الثقافية إلى دمشق: المثقفون يتجاوزون قمع نظام الأسد ويحتفلون بنصر الثورة

قاسيون - دمشق – شهدت العاصمة السورية، دمشق، تحولاً جذرياً في المشهد الثقافي خلال الفترة الأخيرة بعد نحو 53 عامًا من القمع والتهميش في عهد الرئيسين حافظ وبشار الأسد. عقب سقوط النظام، أصبح الفضاء الثقافي في سوريا يبدو أكثر انفتاحاً، على الرغم من الدمار الذي لحق بالمؤسسات الثقافية نتيجة لأعمال التخريب والفوضى.**


منذ أن سيطرت المعارضة السورية المسلحة على معظم المناطق، وبالتالي فرار بشار الأسد إلى روسيا في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بدأت التحركات الثقافية تعود تدريجياً إلى طريق الفعالية. وقد مر المثقفون السوريون بفترات صعبة مليئة بالتحديات، حيث عانوا من قمع شديد ومحاولات لتكميم الأفواه، بدءاً من التهميش في الإعلام ووصولاً إلى الاعتقالات بحق الأفراد الذين تجرأوا على التعبير عن أفكارهم. وكانت قضية الشاعر حسين حيدر، الذي تم اعتقاله بسبب انتقاده للواقع في بلاده عبر أشعاره، مثالاً صارخاً على ذلك القمع.


على الرغم من توقف المؤسسات الثقافية الرسمية عن العمل بسبب حالة الفوضى وعدم وجود قيادات فعالة، إلا أن المثقفين بدأوا يبحثون عن طرق لإعادة الحياة الثقافية إلى الشارع. ومن خلال فعاليات وأنشطة عديدة، استطاع المثقفون التعبير عن فرحتهم بنصر الثورة المنشود، مما أضفى جواً من الأمل على الأوضاع الثقافية في البلاد.


في جولة قامت بها الجزيرة نت، تبيّن أن الأعمال في وزارة الثقافة والمديريات التابعة لها قد توقفت بشكل كامل، حيث عبر موظفو الوزارة عن انتظارهم التعليمات من الإدارة الجديدة لتحديد الخطوات القادمة. وقد حُدِّدت الأضرار التي لحقت بمقر الوزارة والمكتبات ودور النشر في دمشق، والتي كانت قد تعرضت لأعمال تخريب شملت تحطيم الأبواب وإتلاف الوثائق والمعدات.


ولم تقتصر جهود المثقفين على إحياء الفعاليات الثقافية فحسب، بل ساهمت المكتبات ودور النشر في العاصمة في إشاعة أجواء من الحيوية، حيث تم الإفراج عن العديد من الكتب التي كان النظام السابق قد منع نشرها. انفتاح دور النشر على أصوات جديدة، وعودة الكُتّاب للمشاركة في الفعاليات الأدبية، يعكس رغبة المجتمع الثقافي في بناء مستقبل جديد بعيدًا عن حكم الرقابة والقمع.


بالمقابل، فإن المؤسسات الثقافية الرسمية مثل مكتبة الأسد الوطنية ودار الأوبرا لا تزال مغلقة أمام الجمهور. وهذا يسلط الضوء على الحاجة الملحة لإعادة بناء الثقافات الوطنية والهوية الثقافية التي تم إزالتها على مدى عقود.


في الختام، يمكن القول إن دمشق قد بدأت فعلاً في استعادة حياتها الثقافية، بفضل صمود المثقفين ورغبتهم في تجاوزه التحديات الماضية، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا للفنون والآداب في سوريا.