سوريا: مركز تصنيع الكبتاجون والجهود الموقتة لتفكيك الشبكات
قاسيون - دمشق -تُعتبر سوريا اليوم نقطة محورية في تصنيع مادة الكبتاجون المخدرة، حيث كشفت العديد من العمليات الأمنية عن وجود منشآت سرية متخصصة في إنتاج هذه المادة التي أصبحت تشكل تهديدًا متزايدًا للأمن المجتمعي والاقتصادي. في هذا السياق، تكثف الحكومة الموقتة جهودها لتفكيك الشبكات المرتبطة بهذه التجارة غير المشروعة، بهدف سد الثغرات ومنع انتشار المخدرات في الأراضي السورية.
وفي هذا الإطار، أُعلن مؤخرًا عن اكتشاف مستودعات كبيرة في العاصمة دمشق تحتوي على كميات ضخمة من الكبتاجون، وهو ما يدل بشكل صارخ على حجم المشكلة التي تواجه البلاد. تجري السلطات المحلية عملية عاجلة لتدمير هذه الكميات المخدرة، وذلك في إطار خطوات تهدف إلى استعادة السيطرة على الأوضاع الداخلية وتحسين الأمان العام.
حسب تقديرات البنك الدولي، تصل قيمة تجارة الكبتاجون في سوريا إلى نحو 5.6 مليار دولار سنويًا، مما يكشف النقاب عن الأثر الاقتصادي الهائل لهذه الظاهرة. حيث تشكل تجارة المخدرات تحديًا جسيمًا يتجاوز الأبعاد الصحية والاجتماعية، ليؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الوطني وسلامة المجتمع.
الأمر الأكثر تعقيدًا هو الأدوار المرتبطة بالنظام الحاكم، حيث تم تحديد دور رئيس النظام بشار الأسد وشقيقه في هذه التجارة، مما يسلط الضوء على العلاقات الملتبسة بين النظام والجرائم المنظمة. تعكس هذه الروابط طبيعة الوضع الأمني المعقد في المنطقة وتشير إلى تحول نزاعات السلطة إلى ممارسات تتعلق بتجارة المخدرات.
في الختام، إن معالجة ظاهرة الكبتاجون في سوريا تتطلب جهودًا مشتركة وتعاونًا دوليًا لتعزيز الأمن وتحقيق استقرار المجتمع، لضمان مستقبل أفضل يسهم في تقويض هذه الظواهر السلبية.