مظاهرات شعبية حاشدة في السويداء ترفض عودة زعامات النظام السابق
شهدت محافظة السويداء السورية يوم أمس تجدد المظاهرات الشعبية، حيث خرج المئات من الأهالي في شوارع المدينة معبرين عن رفضهم القاطع لعودة ظهور شخصيات سياسية ودينية محسوبة على الزعامات السابقة التي كانت وفية لنظام الأسد المخلوع.
وأفادت شبكة "السويداء 24" الإخبارية المحلية بأن المظاهرات، التي نظمت من قبل نشطاء وناشطات، جابت شوارع المدينة وصولًا إلى ساحة الكرامة، حيث ترددت شعارات قوية تعبر عن استياء المشاركين من عودة تلك الوجوه التي يعتبرونها رموزًا للظلم والطغيان. وقد شهدت المظاهرات شعارات بارزة مثل: "طردناهم من الباب طلعوا علينا من الشباك"، في إشارة إلى انتقاداتهم لعودة هذه الزعامات إلى المشهد السياسي وكأن شيئًا لم يكن.
كما رفع المتظاهرون شعارات أخرى تعزز من دور المواطن في الثورة ورفض هيمنة أي شخصيات تقليدية على الساحة، حيث أكدوا على ضرورة تمسكهم بالحرية والكرامة. من بين الشعارات التي رددها المحتجون كانت: "حاشا ثورتنا حاشا.. يحكمها أمير وباشا"، و"المضافة مش مكانك.. اللي هربوا أسيادك"، و"بالتشبيج بدّع وبعد الثورة كوّع".
ولم تقتصر مظاهرات السويداء على المشهد الاحتجاجي فحسب، بل جاءت كتأكيد على استمرار الحراك الثوري الذي تميزت به المحافظة منذ انطلاقة الثورة السورية في عام 2011. حيث حافظت السويداء على نضال سلمي متواصل، رغم محاولات النظام استمالتها من خلال التركيز على الطابع الديني والاجتماعي الخاص بها.
على الرغم من هذه المحاولات، يظل رفض شرائح واسعة من المجتمع لسياسات النظام القمعية متجذرًا، خصوصًا مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية والانتكاسات الاجتماعية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
المتظاهرون في السويداء لا يزالون يؤكدون على ضرورة بناء مستقبل يعتمد على العدالة والمساواة، رافضين أي قضاء مألوف من الماضي. إن الحراك الثوري في السويداء يشكل نموذجًا ملهمًا للصمود والمقاومة في وجه أي محاولة لإعادة إنتاج الأنظمة التي سببت الألم والظلم لشعب عانى طويلًا.
هذه المظاهرات تعكس رغبة الأهالي في إعادة صياغة المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد، ولعلها ترسل رسالة واضحة للجميع بأن الشعب السوري، عبر حراكه المتواصل، ينشد الحرية والكرامة مهما كانت التحديات.