معاناة سكان القرداحة: سنوات من الفقر والإهمال تحت هيمنة عائلة الأسد
قاسيون - القرداحة، - تعيش مدينة القرداحة، التي تحظى بسمعة وصيت تاريخي، أوقاتاً عصيبة جراء الفقر والإهمال الذي عانت منه العائلات لعقود من الزمن، تحت ظل هيمنة عائلة الأسد. فقد أدى هذا الظلم المستمر إلى تفشي الجهل وتآكل العدالة الاجتماعية في المنطقة، مما جعل حياة سكانها أكثر صعوبة وتعقيداً.
تظهر المشاهد المؤلمة التي تم التقاطها من قلب المدينة، حجم المعاناة والفقر الذي يعيشه الأهالي، حيث باتت الذكريات الأليمة تكتنف مظاهر الحياة اليومية. يروي السكان قصصاً مؤلمة عن الاستبعاد الذي تعرضوا له، وكيف استولت العائلة الحاكمة على ممتلكاتهم، مما أدى إلى تراجع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بشكل ملحوظ. وفي مشهد تعبيراً عن الغضب والاستياء، قام بعض الأهالي بتدمير قصور عائلة الأسد في انتقام متأصل للقهر الذي يعانون منه.
ليس من الغريب أن تُظهر المدينة آثار الفقر والجهل على تنميتها الاقتصادية، حيث يعاني الكثير من السكان من عدم القدرة على ترميم منازلهم، مع غياب فرص العمل المناسب. الرواتب التقاعدية، التي تعتبر مصدر الدخل الأساسي، لا تكفي لتلبية الاحتياجات الضرورية، مما يضطر العائلات إلى البحث عن أي وسيلة للبقاء. وفي هذا الإطار، يُستغل الفقراء في العمل داخل قصور عائلة الأسد، حيث يحصلون على أجور زهيدة لا تعكس حتى جزءاً من معاناتهم اليومية.
تتسم الحياة في القرداحة بظروف قاسية وصعوبات لا تعد ولا تحصى، حيث يفتقر السكان إلى الموارد الأساسية مثل الغاز والبنزين، مما يضطرهم للاعتماد على الحطب في تلبية احتياجاتهم المنزلية المتكررة. إن هذه المعاناة ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي تجربة واقعية يعيشها الجميع في القرداحة، التي افتقرت إلى وجود طبقة وسطى تعكس توازن توزيع الثروات.
تعكس الشهادات المتعددة التي أدلى بها سكان القرداحة الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور، حيث تفرض عائلة الأسد هيمنتها على الحياة الاقتصادية، مما يجبر كثيرين على التطوع في الجيش، وهو ما يظهر تأثير الوضع السياسي على جوانب الحياة اليومية. إن هذه المعاناة المستمرة تتطلب إيلاء اهتمام أكبر من المجتمع الدولي والجهات الإنسانية، إذ أن تحقيق العدالة الاجتماعية في القرداحة وغيرها من المناطق التي تعاني من الظلم بات ضرورة ملحة لإنصاف الأهالي وتحسين ظروف حياتهم.