المبعوث الأممي إلى سوريا يدعو إلى حل سياسي للتوترات بين الجيش الوطني و"قسد" لتجنب عواقب وخيمة
دعا المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسن، إلى ضرورة إيجاد حلول سياسية للنزاع القائم بين الجيش الوطني السوري و"قوات سوريا الديمقراطية- قسد"، مشدداً على أهمية تجنب التصعيد العسكري والمواجهات التي قد تعود بالضرر على كافة المناطق السورية. جاء هذا التصريح في وقت شهدت فيه شمال شرقي سوريا تصاعداً ملحوظاً في التوترات نتيجة الاشتباكات التي اندلعت مؤخراً بين الجانبين.
وأوضح بيدرسن أن التوترات القائمة "يجب أن تُحل سياسياً، وإلا فإن هناك مخاطر كبيرة ستطال سوريا بأسرها". واعتبر أن عدم التعامل مع الوضع بشكل صحيح قد يؤدي إلى تداعيات سلبية على المستوى الإنساني، بما في ذلك النزوح الجديد الذي قد يفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعاني منها البلاد.
وكشف بيدرسن عن أن الحل السياسي المقترح يتطلب تقديم تنازلات جادة من جميع الأطراف المعنية، مؤكداً أنه ينبغي أن يكون جزءًا من المرحلة الانتقالية التي تقودها الحكومة السورية الجديدة في دمشق. وأكد أن هناك ضرورة ملحة لتفعيل الحوار من أجل التوصل إلى تسويات توافقية تضمن الاستقرار والأمن في شمال شرق سوريا.
وفي السياق نفسه، شهدت منطقة شمال شرقي سوريا مؤخراً اشتباكات عنيفة على تخوم منطقة منبج بريف حلب الشرقي، حيث أفادت تقارير بوجود تحضيرات متواصلة من جانب الفصائل السورية للسيطرة على مدينة عين العرب. وأدى التوتر القائم إلى استنفار دولي، حيث سعت الولايات المتحدة إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في منبج، بيد أن هذه الجهود لم تحقق النتائج المرجوة.
كما أشار مسؤول في الخارجية الأميركية إلى أن الوزارة تُجري حالياً نقاشات مع السلطات التركية بشأن الخطوات المستقبلية في سوريا، مؤكدًا أن واشنطن تدرك تمامًا المخاوف الأمنية المشروعة لأنقرة في هذا السياق.
إن المتغيرات المتسارعة في الأوضاع شمال شرقي سوريا تثير القلق ليس فقط للسكان المحليين، ولكن أيضاً للمجتمع الدولي، الذي يراقب عن كثب ما يحدث على الأرض في ظل الأزمات المتواصلة. وفي خضم هذه الظروف الدقيقة، يبقى الأمل معقوداً على إيجاد حلول سلمية تساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.