دير الزور بعد النزوح: المدينة تتحول إلى شبح لماضيها الجميل
عاد عدد من الأسر إلى مدينة دير الزور عقب فترة طويلة من النزوح، حيث فاجأهم هول الدمار الذي لحق بالمدينة نتيجة القصف المستمر. يشعر السكان بخيبة أمل شديدة جراء خسائرهم الكبيرة، حيث أضحت المدينة التي كانت مليئة بالحيوية والمحبة، شبحا لماضيها الجميل.
ومع عودة الأهالي، بدأت مشاعر مختلطة تنتابهم؛ من جهة، فرحة لم الشمل مع الأسر والأقارب، ومن جهة أخرى، صدمة من مشاهد الدمار الشامل الذي غطى أكثر من 24 حيّاً من أحيائها. كانت البنية التحتية للمدينة قد انهارت، مما جعل الحياة اليومية شبه مستحيلة، وترك أكثر من 50 عائلة في حالة من اليأس والاحباط.
تعتبر الأوضاع المعيشية في دير الزور مأساوية للغاية، حيث يعيش غالبية السكان تحت خط الفقر، في ظل انقطاع الكهرباء والمواد التموينية الأساسية. تحذر التقارير المحلية من تدهور الحالة الصحية والغذائية للسكان، الذين يحتاجون إلى دعم عاجل لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
يشير السكان إلى أن الزراعة وتربية المواشي تعرضتا لضربات قاسية نتيجة القصف، مما أسفر عن انهيار القطاع الزراعي في المدينة وتفاقم معاناة العائلات. والأكثر إيلاماً هو غياب أي دعم من قبل النظام، مما ترك الأهالي في حالة من الإهمال وفقدان الأمل. التوجه إلى المنظمات الإنسانية أصبح الخيار الوحيد المتاح لهم، إلا أن هذه المنظمات تواجه تحديات كبيرة في تلبية احتياجات السكان المتزايدة وسط ظروف الحرب.
مع تفاقم الوضع الكارثي، تتعالى أصوات الأهالي للمطالبة بالمساعدات الإنسانية، حيث يناشدون الحكومة بالتدخل العاجل لإغاثتهم وتخفيف معاناتهم. إن التحرك الفوري ضروري لتفادي المزيد من الدمار ولإعادة بناء آمال المجتمع في هذه المدينة المنكوبة.