العريضي:سوريا تحولت من حالة الثورة الى حالة الدولة
شهدت العاصمة السورية دمشق زيارة تاريخية لوزير الخارجية التركي، والتي جاءت ضمن إطار جولة دبلوماسية شملت وفدًا لبنانيًا برئاسة وليد جنبلاط. هذه الزيارة تُعتبر دلالة واضحة على تحول دبلوماسي بارز في العلاقات بين الدول الثلاث، وتفتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها سوريا ولبنان.
في حديثه عن هذه الزيارة، أشار الأكاديمي يحيى العريضي إلى الأهمية التاريخية للعلاقة بين سوريا ولبنان، موضحًا أن التحركات الدبلوماسية الحالية، بما في ذلك زيارة وليد جنبلاط إلى دمشق، تعكس انتقالًا من حالة الفصائلية إلى النهج المؤسسي. واعتبر جنبلاط، الذي يُعتبر أول زعيم لبناني يزور دمشق في هذه المرحلة، أن هذه الزيارة تحمل دلالات سياسية عميقة وتُعبر عن إدراكه لأهمية التعاون الثنائي بين البلدين.
وتناولت الزيارة أيضًا الأبعاد الديناميكية للعلاقة العضوية بين لبنان وسوريا، حيث أكد العريضي على ضرورة فهم الزعماء اللبنانيين لتأثير الأزمات في لبنان على الوضع في سوريا، والعكس. مشيرًا إلى أن هذه الفهم المتبادل ضروري لتحقيق استقرار إقليمي مستدام.
وفي إطار أوسع، يسعى اللقاء الدبلوماسي الحالي إلى تعزيز الروابط السورية التركية، مما يساعد في تيسير استقرار الأوضاع في المنطقة. فزيارة وزير الخارجية التركي تُبرز أهمية الدور الإقليمي لتركيا، كجار استراتيجي لسوريا، وتُعتبر دليلاً على الانتقال من حالة الثورة إلى دولة مؤسسات.
كما أشار العريضي إلى أهمية توحيد الفصائل المسلحة تحت قيادة واحدة، ليعكس ذلك جهودًا مستمرة لتحقيق الاستقرار السياسي في سوريا، ويُعتبر خطوة إيجابية نحو تفعيل المؤسسات وتأسيس دولة قانون تحترم القيم الدولية وتنعم بالأمن والأمان.
في نهاية المطاف، تشدد التحليلات على أن تركيا تلعب دورًا محوريًا في دعم عملية الانتقال السياسي في سوريا. وذلك يتطلب التفاعل الإيجابي مع الظروف الحالية واستلهام الدروس من التجارب السابقة، بما في ذلك المؤهلات الحالية للجيش السوري قبل 2011، كعامل أساسي في إعادة بناء الدولة السورية.
هذه الزيارة تُعتبر بداية جديدة في العلاقات السورية اللبنانية والتركية، وتبعث برسائل قوية حول تفعيل المبادرات الإقليمية نحو بناء مستقبل مستقر، يراعي التحديات الراهنة ويسهم في تحقيق تطلعات شعوب المنطقة.