وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 22 ديسمبر - 2024

ما علاقة زيارة وزير خارجية تركيا إلى دمشق بقوات قسد والعملية العسكرية التركية ضدها؟

ما علاقة زيارة وزير خارجية تركيا إلى دمشق بقوات قسد والعملية العسكرية التركية ضدها؟

قاسيون - دمشق - قام وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بزيارة رسمية إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى بنظيره السوري أحمد الشرع. هذه الزيارة تمثل علامة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين، خصوصاً في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي تشهدها المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، وما يرتبط بها من وجود قوات قسد والسياسات الإقليمية المتشابكة.


وقد شهد اللقاء الذي جرى بين الوزيرين استقبالاً حافلاً، يُعتبر ترجمة حقيقية للتغيرات الحاصلة في النهج الدبلوماسي بين أنقرة ودمشق. الصور التي تم تداولها في وسائل الإعلام تظهر تبادل التحيات والابتسامات، مما يعكس تغييراً ملحوظاً في الأجواء مقارنة بالوفود السابقة التي كانت تفتقر إلى هذه الروح الإيجابية. وبينما تسلط الأنظار على الجانب الدبلوماسي، فإن النقاشات التي دارت بين الجانبين تناولت مجموعة من الملفات الحساسة، لا سيما تلك المتعلقة بالوضع الأمني في الشمال الشرقي من البلاد، والذي تسيطر عليه قوات قسد.


التحولات الحاصلة في الإدارة السورية الجديدة، والتي يقودها أحمد الشرع، هي بدورها عامل مؤثر في العلاقة بين البلدين. إذ يُعتبر الشرع من الشخصيات المرتبطة بشكل وثيق بأنقرة، مما قد يمهد الطريق لتعاون أعمق في الملفات السياسية والأمنية. تتجه الأنظار حالياً نحو إمكانية تغيير شكل التعاون العسكري بين تركيا وسوريا، خاصة مع التهديدات المتواصلة من أنقرة تجاه قوات قسد، التي ترى فيها تهديداً خطيراً لأمنها القومي.


وأدت التوترات القائمة إلى تكثيف الجهود التركية والسورية لتنسيق خطوات عسكرية ضد قوات قسد، حيث تتزايد الدعوات إلى ضرورة الانخراط في العملية السياسية كوسيلة لتسوية الخلافات، مع تأكيد الطرفين على أنه في حال فشلت هذه المفاوضات، فإن العودة إلى الخيار العسكري ستكون خياراً مطروحاً على الطاولة. النقاشات بين الطرفين تتناول التصورات المختلفة حول كيفية توحيد سوريا بعيداً عن المحاصصات الطائفية.


بينما تتجه الأحداث في الشمال الشرقي من سوريا نحو حافة التأزم، يبدو أن الاجتماع بين وزيري الخارجية قد أسفر عن عزم الجانبين على محاولة تحويل هذه التوترات إلى فرص تعاون. إن استمرارية الحوار الدبلوماسي بين تركيا وسوريا سيكون لها آثار استراتيجية بالغة الأهمية على الأمن الإقليمي ومستقبل العلاقات بين البلدين في المرحلة المقبلة. 


تشير جميع المؤشرات إلى أن الآتي يحمل الكثير من التقلبات والاحتمالات، مما يجعل من المشهد السوري محط أنظار المجتمع الدولي.


//