وليد جنبلاط يزور دمشق في إطار حراك دبلوماسي عربي وغربي لتعزيز الاستقرار الإقليمي
وصل الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، إلى قصر الشعب في العاصمة السورية دمشق، برفقة وفد لبناني رفيع المستوى. ووفقاً لمراسل وكالة قاسيون، ضم الوفد كل من وائل أبو فاعور، وسامي أبي المنى، وتيمور جنبلاط، في خطوة تعتبر الأولى من نوعها منذ تغيير المعادلات السياسية في المنطقة.
الزيارة تأتي في وقت يتزايد فيه الحراك الدبلوماسي العربي والغربي عقب سقوط نظام بشار الأسد. من المقرر أن يتناول الاجتماع مع المسؤولين السوريين، قائد الإدارة العامة أحمد الشرع ورئيس الحكومة الجديدة محمد البشير، قضايا تتعلق بالاستقرار في سوريا وأثرها المباشر على لبنان والمنطقة بأسرها.
ويعكس هذا اللقاء توجهات جديدة في السياسة اللبنانية تجاه سوريا، حيث أكد جنبلاط خلال لقائه عبر الإنترنت مع ممثلين عن مجلس العلاقات العربية ـ الأميركية على أهمية الاستقرار في سوريا، مشيراً إلى أنه "ضروري للاستقرار في لبنان". كما أضاف أن سوريا تحتاج إلى فرصة ومساعدة لتجاوز تحدياتها الحالية.
على صعيد متصل، أجرى جنبلاط اتصالاً هاتفياً في 12 من كانون الأول/ديسمبر الجاري بالشرع، مهنئاً إياه والشعب السوري بما وصفه "الانتصار على نظام القمع". يعد جنبلاط أول شخصية لبنانية بارزة تتصل بالشرع لتهنئته بمثل هذا الإنجاز، مما يعكس تحولاً ملحوظاً في المواقف السياسية اللبنانية تجاه سوريا.
وتاريخياً، ينتمي كمال جنبلاط، والد وليد، إلى صفوف أبرز المعارضين للتدخل السوري خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت بين عامي 1975 و1990. وقد قُتل كمال جنبلاط في عام 1977 في ظروف غامضة، حيث اتُّهم النظام السوري بتنفيذ عملية اغتياله بسبب مواقفه المعارضة.
تجدر الإشارة إلى أن وليد جنبلاط لم يزر دمشق منذ آخر زيارة له في مارس/آذار 2010، حيث التقى خلالها الرئيس السابق بشار الأسد. وقد كانت تلك الزيارة تهدف إلى تهدئة العلاقات بين جنبلاط والنظام بعد فترة من التوترات السياسية التي تعود إلى عام 2005 عقب اغتيال رفيق الحريري.
تكتسب الزيارة الحالية أهمية خاصة في ظل التغيرات السياسية في المنطقة، وتجدد الأنظار تجاه العلاقات السورية اللبنانية، التي تحتاج إلى إعادة تقييم ودراسة في ضوء المستجدات المتسارعة.