وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 22 ديسمبر - 2024

صور المعتقلين تملأ شوارع دمشق: صرخة من قلوب ذوي المفقودين في زمن الفرح بالحرية

صور المعتقلين تملأ شوارع دمشق: صرخة من قلوب ذوي المفقودين في زمن الفرح بالحرية

في مشهد مأساوي يجسد الألم والاحتجاج، ازدانت شوارع العاصمة السورية دمشق بصور المعتقلين والمغيبين قسرياً، لتستحضر ذاكرتهم المؤلمة في قلوب ذويهم والمارة. تتوزع هذه الصور بين المعالم الشهيرة، بدءاً من محطة الحجاز الأثرية إلى الجدران المحيطة بالجامع الأموي، وصولاً إلى ساحة المرجة حيث يرتفع نصب الشهداء، في تباين صارخ بين مظاهر الفرح بالخلاص من النظام وبين الحزن العميق لفقدان الأحبة.


تزامناً مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما يقارب الصفر، تستنجد أم محمود، التي تنتظر بقلق كبير معلومات عن ابنها المغيب قسرياً منذ 11 عاماً، بعبارات الرجاء والتوسل وهي تقف في ساحة المرجة، مؤدية صلواتها في صمت بينما تُحيط بها صور المغيبين. يتجدد أملها في أي خبر عن مصير ابنها ويدعوها الألم للاعتماد على غرباء يمرّون بجوارها، يسألونهم عن أبنائهم المفقودين، في محاولة يائسة للعثور على أي بصيص أمل.


تظهر التقارير أن صور المعتقلين تتكدس في كل زاوية من زوايا دمشق، حيث قام ذوو المعتقلين بنشر صور الآلاف من المغيبين والمختفين بمختلف الفئات العمرية، موثقين معاناتهم في صمت مؤلم. تتركز معظم تلك الصور على نصب تذكاري يحمل الكثير من الدلائل عن على طريقة تعامل النظام السوري مع أبنائهم، اللذين شُوّهت حياتهم منذ بدء النزاع قبل أكثر من 13 عاماً.


وحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، بلغ عدد حالات الاختفاء القسري ما يفوق 96,321 حالة، ضمت من بينهم 2,329 طفلاً و5,742 سيدة، بالإضافة إلى 15,102 شخصاً قُتلوا تحت التعذيب على يد قوات نظام بشار الأسد. يروي العديد ممن التقوا بمراسلينا عن معاناة ذويهم، ويؤكدون أن أبناءهم يُحتجزون في سجن صيدنايا الذائع الصيت، وهو أحد السجون العسكرية الأكثر تحصيناً وسمعةً سيئةً في البلاد، حيث ترتكب فيه أبشع الانتهاكات خلال فترات احتجازهم.


في الوقت الذي تصدح فيه أفراح التحرير في أرجاء العاصمة، يبقى الحزن عالقاً في قلوب العديد من الأسر التي تنتظر بقلق تكاليف الخسارة. ورغم حرية الجموع في الشوارع، تبقى صرخات الأمهات المحرومة من رؤية أبنائها قوية ومؤثرة، تذكر الجميع بأن السعادة ليست مكتملة طالما أن هناك من لا يزال مفقوداً في ظلمات السجون. إن هذه الصور ليست مجرد شعارات، بل هي حقائق معاشة تعكس معاناتهم الدفينة وتجسد مأساة وطن بأسره.

//