وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 22 ديسمبر - 2024

تحولات جذرية في مواقف الفنانين السوريين: من دعم الأسد إلى تأييد الثورة

تحولات جذرية في مواقف الفنانين السوريين: من دعم الأسد إلى تأييد الثورة

شهدت ساحة الفن والإبداع في سوريا تحولًا جذريًا في مواقف الفنانين من تأييد نظام بشار الأسد إلى دعم الثورة ومناصرة المطالب الشعبية.

هذا التحول يعكس خيبة أمل هؤلاء الفنانين من الأوضاع الراهنة وعمق المعاناة التي يعيشها الشعب السوري تحت وطأة قمع النظام، مما أدى إلى تبني قيم جديدة تعزز الحرية والتسامح لبناء سوريا جديدة.


وتناول النقاش الذي دار في مقاطع الفيديو، قضايا الخوف والضغوط السياسية التي عاشها السوريون، مؤكدين أن الأنظمة الاستبدادية، رغم شعاراتها الوطنية، تقوم بقمع شعبها وتزييف الحقائق.

تم تسليط الضوء على الأوهام التي يعيشها بعض الفنانين والإعلاميين حيال النظام، وتمت الإشارة إلى عدم صحة المقارنات بين حالة بشار الأسد وحسني مبارك، حيث تمت الإشارة إلى الدعم الخارجي لمبارك الذي لم يتوفر للأسد.


وفي سياق الكلام عن ثقافة الخوف، تطرق الفنانون إلى تحديات التعبير عن الرأي في ظل الظروف القاسية، مشيرين إلى أن ولاءهم للوطن يتطلب منهم مواجهة هذه الصعوبات. وتجارب الفنانين الذين لم يغادروا البلاد تجسد ولاءً عظيماً، إذ أنهم يواجهون المخاطر العديدة من أجل الحفاظ على هويتهم ووجودهم في وطنهم.


كما انتقد النقاش الوضع الذي يعيشه الفنانون في الدول العربية ، حيث يُعاملهم النظام كمجرد أدوات تُستخدم للترفيه، مما يقيد حريتهم ويؤثر سلبًا على إبداعهم واستقلالهم. وعلى الرغم من دعم بعض الفنانين للأنظمة الاستبدادية، إلا أن التاريخ أثبت تغير مواقفهم مع تغيّر الظروف السياسية، مما يدل على عدم استقرار المبادئ.


وفي إطار هذه القضايا، جاءت سلاف فواخرجي، إحدى الفنانات البارزات، لتؤكد أنها لم تخف من كونها جزءًا من النظام السابق، مشددة على أهمية الاعتراف بالماضي وعدم محو الأحداث الأليمة التي شهدتها سوريا. ورغم تأكيدها على ضرورة التسامح، عبرت عن مخاوفها من التقاعس تجاه المجرمين الذين أساءوا للشعب السوري.


وجاءت تأكيدات المفكرين المشاركين في النقاش على أن مفهوم الحرية معقد ويتطلب وعيًا عميقًا. فالإيمان بالحرية يجب أن يكون محاطًا بالقوانين التي تحمي المجتمع، حيث لا ينبغي الخلط بين الحرية والفوضى. كما أشاروا إلى ضرورة الحفاظ على الهوية السورية واستعادة عزتها وكرامتها، وهو ما يستلزم تساوي الجهود الوطنية لتحقيق مستقبل أفضل.


وأخيرًا، أكدت المداخلات على الحاجة الملحة للعمل لتحقيق الأمن والاستقرار في ظل الصمت الدولي والعربي تجاه الانتهاكات الممارَسة، مما يتطلب من جميع السوريين، بما في ذلك الفنانين، إظهار التضامن والوحدة الوطنية من أجل بناء سوريا جديدة قائمة على العدالة والتسامح.

//