انتقادات لاذعة لعمرو أديب: الإعلام العربي بين الانتهازية وتجاهل معاناة الشعب السوري
تتصاعد الانتقادات الموجهة للإعلامي المصري عمرو أديب، حيث تُسجل ملاحظات حول تناقضاته الملحوظة في تغطيته للأحداث السورية. في حلقة جديدة للاعلامي محمد ناصر ضمن برنامجه، تم تسليط الضوء على كيفية تغير مواقفه بشكل سريع وفقًا للتوجهات السياسية السائدة، بدءًا من تقديم الدعم للنظام السوري وصولًا للاحتفال بالثورة. يعكس هذا التحول غير المستقر في المواقف الطبيعة الانتقائية لوسائل الإعلام العربية، التي تستجيب لتغيرات الظروف وفق مصالحها الشخصية.
شهدت الحلقة نقاشًا حول الأسلوب الذي يتبعه بعض الإعلاميين في العالم العربي، حيث يُظهرون قدرتهم على التكيف مع التغيرات السياسية، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار في المبادئ والقيم. أشار المتحدثون إلى أن الكثير من الإعلاميين يفضلون تناول القضايا التافهة بدلًا من التعمق في الأحداث الكبرى، ما يعكس تخبط الخطاب الإعلامي في معالجة القضايا الإنسانية والسياسية المؤلمة.
تناولت الحلقة الوضع في السجون السورية، مُظهرةً ازدياد الانتهاكات في عهد بشار الأسد. يعاني المعتقلون من ظروف قاسية، حيث يغيب الأمل في الإفراج عنهم، ليستمروا في مواجهة معاناة نفسية وجسدية فظيعة، بعد سنوات طويلة من الاحتجاز والتعذيب. في ظل هذا الواقع المؤلم، تم تسليط الضوء على دور الإعلام كأداة لنقل هذه المعاناة إلى العالم، مما يحتم على وسائل الإعلام الأساسية الانتباه إلى مسؤولياتها في تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان.
بينما تطرق النقاش لموقف الدول العربية تجاه الأحداث في سوريا، أشير إلى الدعم الذي تقدمه هذه الدول للنظام السوري في مواجهته لمحاولات تقسيم البلاد، مما يثير تساؤلات حول جدوى هذه السياسات وأثرها على حقوق الإنسان. تعكس هذه المواقف المتباينة استمرار الصراع بين القوى المختلفة في المنطقة، والتي تُلحّ على أهمية الإعلام في نقل الحقائق التي غالبًا ما يتم تجاهلها.
مع تزايد التحولات السياسية في مصر منذ عهد الرئيس السابق حسني مبارك، أصبح من الواضح أن تأثير الإعلام على الجمهور يتغير بشكل كبير. إذ كانت مواقف عمرو أديب حول النظام المصري متحولة بشكل لافت بعد فترة يناير 2011، مما يعكس مدى الضغط السياسي المتغير، والذي ينعكس بدوره على مواقف الإعلام من الشخصيات السياسية.
أضاف في حلقتهم كذلك ملامح المرحلة المقبلة في سوريا، حيث تم التحذير من عواقب التدخلات الأجنبية، وضرورة تعزيز الوحدة المجتمعية لمواجهة التحديات الراهنة. عُزي الانتقال السريع في الخطاب الإعلامي الرسمي السوري من دعم النظام إلى انتقاد بشار الأسد، إلى التغيرات المتسارعة في المشهد السياسي الإقليمي وتأثيرها على القضايا الداخلية.
في ختام النقاش، أظهر أهمية التزام الشعب السوري بمبادئ ثورته، وعدم التوقف عن النضال من أجل حقوقه. إن التحولات السياسية والاجتماعية، إلى جانب الضغوط الإعلامية المتزايدة، تضع المجتمع السوري أمام تحدِيات كبيرة، تتطلب وحدةً مجتمعيةً حقيقيةً لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.