الاتحاد الأوروبي تدعو السوريين لتفادي تكرار سيناريوهات العنف في العراق وليبيا وأفغانستان
ناشدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، السوريين، يوم أمس الثلاثاء، ضرورة تجنب السيناريوهات "المرعبة" التي تلت إسقاط الأنظمة في كل من العراق وليبيا وأفغانستان. جاء ذلك خلال جلسة استماع لها أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، حيث هنأت الشعب السوري على ما وصفته بتحرره، معبرةً عن اعتقادها أن سوريا تمر بحدث تاريخي يعكس تطلعات الشعب نحو الحرية والديمقراطية.
وأشارت كالاس إلى أن التحديات "الهائلة" التي تواجه العملية الانتقالية الحالية في سوريا، بعد سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد، تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الاستقرار. ولفتت إلى وجود مخاوف مشروعة تتعلق بأعمال العنف المحتملة بين الجماعات الدينية، وعودة مظاهر التطرف، فضلاً عن الفراغ السياسي الذي قد يؤدي إلى فوضى عارمة.
وأكدت كالاس على ضرورة حماية حقوق جميع السوريين، بما في ذلك حقوق الأقليات، مشددةً على أهمية الحفاظ على وحدة أراضي سوريا واحترام استقلالها وسيادتها. ودعت الدول الأوروبية والمجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم لتحقيق انتقال سلس للسلطة، وتجنب أي نزاعات من شأنها إعاقة التطورات الإيجابية في البلاد.
وتجدر الإشارة إلى أن الاجتماع الأول للحكومة الانتقالية، المكلفة بتسيير أعمال الحكومة السورية حتى الأول من شهر مارس/آذار المقبل، قد عُقد في العاصمة دمشق أمس. وقد أفاد مراسل الجزيرة بأن مصادر في الإدارة السياسية بدمشق أشارت إلى النية في حل الأجهزة الأمنية وإلغاء قوانين الإرهاب، بالإضافة إلى مراجعة حالة الجيش الحالي. وتعهدت الإدارة بتحقيق استقرار الأوضاع الأمنية، وتقديم الخدمات الأساسية للسكان كأولوية قصوى خلال المرحلة الانتقالية.
كما نوهت المصادر ذاتها إلى أن حكومة تصريف الأعمال ستلعب دوراً محوريًا في إدارة المرحلة الانتقالية، وتوفير الأجواء المناسبة لإقامة حكومة دائمة، سعياً لتحقيق الأمن والاستقرار الذي يطمح إليه الشعب السوري.