إدارة العمليات العسكرية في سوريا: تحول جذري في الخارطة الجغرافية
مع تطورات الأحداث غير المستقرة في سوريا، يظهر جلياً أن إدارة العمليات العسكرية قد أضحت تسيطر على 70% من الأراضي السورية، بينما تُقدّر سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بـ 20%. إن هذا التحول الكبير في موازين القوى يستدعي منا التمعن في تداعياته الاستراتيجية والسياسية.
في سياق الأحداث الأخيرة، انسحبت قسد من مدينة منبج في شمال شرق حلب،
مما أتاح للجيش الوطني، استعادة السيطرة عليها. وفي خطوة أخرى، أظهرت التقارير أن قسد قد انسحبت من مدينة دير الزور، مما يعكس عملية إعادة توزيع السلطات والنفوذ في المنطقة.
جاء هذا في ظل مغادرة آلاف المقاتلين من الميليشيات الإيرانية دير الزور ومناطق أخرى، مما يشير إلى تحول في الصراع القائم بين الفصائل المختلفة.
على الصعيد الجغرافي، أصبحت الخارطة العسكرية تبرز بوضوح فصل المناطق إلى شرق وغرب الفرات. ويعكس إصرار إدارة العمليات العسكرية على تعزيز وجودها مناطق استراتيجية تحكمها قوى محلية، مما يشير إلى أن الجغرافيا العسكرية في سوريا تتشكل وفق التوازنات الجديدة. باستثناء الساحل السوري، حيث تبقى القواعد العسكرية الروسية دون تغيير، يقتضي الأمر التحليل العميق لتداعيات هذه السيطرة في مختلف السياقات.
من الواضح أن الوضع الراهن لن يبقى ثابتاً، ومع استمرار الصراعات المحلية والإقليمية، قد تشهد سوريا مزيداً من التحولات والتغييرات. التحديات التي تواجهها قسد والفصائل المسلحة الأخرى تُعزز من تعقيد المشهد السوري، مما يجعل مراقبة التطورات أمراً ضرورياً لفهم الديناميكيات الحالية. في الختام، فإن خارطة السيطرة قد تكون في حالة تغير دائم، مما يفتح المجال لكثير من التساؤلات حول مستقبل البلاد.
الخريطة التفاعلية هنا