وكالة قاسيون للأنباء
  • الأحد, 22 ديسمبر - 2024

سوريا على أعتاب التغيير: الجولاني يتحدث عن انهيار الأسد ورؤية جديدة للغد

سوريا على أعتاب التغيير: الجولاني يتحدث عن انهيار الأسد ورؤية جديدة للغد

في أول مقابلة إعلامية له منذ عدة سنوات، أشار "أبو محمد الجولاني"، قائد "هيئة تحرير الشام"، إلى الهدف الأساسي للمعارضة السورية المتمثل في إسقاط نظام بشار الأسد وإقامة نظام حكم يعتمد على مؤسسات ومجلس منتخب من قبل الشعب. تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه النظام السوري انهياراً ملحوظاً، حيث حققت فصائل "إدارة العمليات العسكرية" التي يقودها "الجولاني" تقدمات هامة في محافظات حماة وحلب وإدلب وحمص، وسط تزايد الصعوبات التي يواجهها جيش الأسد.

وظهر اسم "أبو محمد الجولاني" كرمز بارز خلال هذه المرحلة الحساسة في تاريخ سوريا، بعد نحو 14 عاماً من الثورة الشعبية. على الرغم من مسيرته التي شهدت تقلبات وصراعات مع فصائل أخرى، إلا إنه تمكن من وضع نفسه في مركز الأحداث كـ"رجل المستقبل السوري" القادر على مواجهة النظام الأسدي، بالرغم من الشكوك والنقد الذي تعرض له من قبل العديد من الأطراف.

وفي لقاء مع شبكة CNN، أكد "الجولاني" أن "هدف الثورة هو إسقاط النظام، ومن حقنا استخدام كل الوسائل لتحقيق هذا الهدف". وبيّن أن النظام السوري، رغم الدعم الإيراني والروسي، يعاني من "موت سريري"، حيث أن أركان انهياره تكمن في داخله، مشيراً إلى تقدم المعارضة واستيلائها على مدن كبرى مثل حلب وحماة، وهو ما شكل ضربة قاسية للنظام وحلفائه.

لا يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل أعلن "الجولاني" ولأول مرة عن استخدام اسمه الحقيقي "أحمد الشرع"، مشيراً إلى أن "هيئة تحرير الشام" تسعى لتأسيس نظام حكم يضمن حقوق المدنيين واحترام الأقليات، مؤكداً على أهمية التعايش السلمي بين الطوائف المختلفة التي عاشت معاً لقرون.

كما تحدث "الجولاني" عن الأبعاد الإقليمية لهذه التطورات، حيث اعتبر أن سقوط نظام الأسد سيكون خطوة هامة نحو إنهاء الوجود الأجنبي في سوريا، بما في ذلك قوات إيران وروسيا وتركيا والولايات المتحدة. وأكد أن "هيئة تحرير الشام" هي جزء من مشروع وطني أكبر، ويمكن أن تنحل بعد تحقيق الهدف الأساسي بوضع حد لنظام الأسد.

يمثل "أبو محمد الجولاني" نموذجاً لتغير الديناميكيات العسكرية والسياسية في سوريا. فمن خلال استخدامه لتكتيكات جديدة والاعتماد على جيش متدرب ومجهز، استطاع أن يحقق أحرازاً ملحوظة، خاصة مع استخدام طائرات مسيرة مثل "شاهين"، حيث أشار الخبراء إلى احتمال وجود دعم خارجي في تطوير هذه الإمكانيات.

على الرغم من الانتقادات التي واجهها، إلا أن "الجولاني" استطاع تقديم نفسه كرمز للثورة، متبناً خطاباً جديداً يبرز التعايش بين مختلف المكونات السورية. وقد نجح في تعديل هويته من "شخصية جهادية" إلى "مدني منفتح"، مما جعله مرشحاً رئيسياً ليكون "رجل المرحلة".

تتابع الدول الغربية عن كثب تحركات "الجولاني" وخططه المستقبلية، حيث ألمح في زيارة له إلى مدينة حلب عن وجود مخطط لحل "هيئة تحرير الشام" في إطار إعادة هيكلة المعارضة. وبغض النظر عن التحديات والاستقطابات الدولية، يبقى المشهد العسكري في سوريا مفتوحاً على الاحتمالات، مما يمهد الطريق لتطورات قد تغير موازين القوى في المنطقة.

//