فرار لضباط النظام السوري من درعا إلى دمشق مع تزايد حدة المعارك
شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا، في الآونة الأخيرة، ظاهرة غير مسبوقة تمثلت في هروب عدد من الضباط والقيادات الأمنية التابعة للنظام السوري نحو العاصمة دمشق، وسط تصاعد حدة المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام في شمال ووسط البلاد.
وفقاً لتقارير "تجمع أحرار حوران" المحلي، فإن هذه التحركات تعكس حالة من الفوضى والتخوف بين صفوف القوات النظامية، حيث تم رصد هروب عدد من القيادات الأمنية، كان أبرزهم رئيس شعبة الأمن العسكري في مدينة نوى، المعروف بـ "أبو علي فواز".
تأتي هذه التطورات بعد وقوع اشتباكات عنيفة في عدة مناطق، حيث أبلغت مصادر محلية عن إخلاء تدريجي لمساكن الضباط من عائلاتهم، والتي تمثل غالباً منتمين للطائفة العلوية، حيث نفذت عملية الإخلاء على دفعات، كان آخرها من مساكن مدينة الصنمين، حيث وجهت عائلات الضباط نحو دمشق، مما يؤشر على تدهور الوضع الأمني في المنطقة.
في سياق متصل، حققت فصائل المعارضة إنجازاً استراتيجياً اليوم، حيث تمكنت من السيطرة الكاملة على مدينة حماة وسط سوريا بعد مواجهات عنيفة مع قوات النظام.
وأكد القيادي في "إدارة العمليات العسكرية"، المقدم حسن عبد الغني، أن القوات تمكنت بنجاح من إتمام عمليات التمشيط، معلناً أنهم يستعدون للتوجه نحو محافظة حمص. وذكر عبد الغني في تصريحه: "حمص تترقب قدوم قواتنا"، مما يعكس روح الثقة والتفاؤل بين أوساط المقاتلين في فصائل المعارضة.
تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه النظام السوري ضغوطاً شديدة، حيث أعلن مسؤولو النظام وعلى لسان بعضهم، عن انسحابهم من مدينة حماة نتيجة الخسائر الفادحة التي تكبدوها في الأرواح والعتاد أمام زخم الهجمات المنظّمة من قبل فصائل المعارضة.
بهذا تسلط الأحداث الأضواء على الأوضاع المأساوية التي يعيشها النظام، ومخاوفه المتزايدة من تفشي عدم الاستقرار وقوة المعارضة، مما قد يفتح الباب أمام تحولات جذرية جديدة في الصراع الدائر في البلاد. وعلى ضوء هذه التغيرات، يبقى مستقبل سوريا مشوباً بالغموض مع تزايد احتمالات تصاعد النزاع والمنحى العسكري في المرحلة المقبلة.