وصول"جزار حلب" إلى دمشق لتعزيز دعم النظام السوري ضد فصائل المعارضة
أكدت وسائل الإعلام الإيرانية في تقاريرها الصادرة اليوم، وصول القائد السابق لقوات "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال جواد غفاري، المعروف بلقب "جزار حلب"، إلى العاصمة السورية دمشق. ويأتي هذا التحرك ضمن إطار الدعم العسكري والأمني الذي تقدمه إيران للنظام السوري، لا سيما في ظل تفاقم التوترات الأمنية والنشاط العسكري المتزايد لفصائل المعارضة السورية في شمال البلاد.
وبحسب ما أفادت به قناة "العالم" الإيرانية، فقد وصل فريق استشاري عسكري بقيادة غفاري إلى دمشق بشكل عاجل، حيث يهدف هذا الفريق إلى تقديم الدعم الاستراتيجي للنظام السوري وتمكينه من مواجهة الهجمات المتكررة التي تشنها فصائل المعارضة المسلحة. وقالت القناة إن هذه الخطوة تأتي في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني والسياسي بين إيران وسوريا، في ظل الأوضاع المتدهورة في مختلف مناطق البلاد.
يُشار إلى أن الجنرال غفاري يملك خبرة عسكرية كبيرة في الساحة السورية، حيث شارك في العديد من العمليات العسكرية الحاسمة التي شهدتها البلاد منذ بداية النزاع. وقد ساهم غفاري بشكل فعّال في معارك تحرير مدينة حلب في نهاية عام 2017، حيث عمل جنباً إلى جنب مع القائد السابق لـ"الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، في تلك المعارك، والتي أسفرت عن خروج فصائل المعارضة من المدينة صوب شمالي سوريا. بالإضافة إلى ذلك، قام غفاري بالمشاركة في معارك رئيسية أخرى، مثل معارك دير الزور وتدمر والبادية السورية، مما أكسبه سمعة عسكرية رهبت الكثيرين.
في سياق متصل، أفادت التقارير بإقدام إيران على نشر المزيد من عناصر ميليشياتها في الأراضي السورية، الأمر الذي يعكس التزام طهران العميق في دعم النظام السوري والحفاظ على نفوذها في المنطقة. تندرج هذه الجهود ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى مواجهة الضغوط المتزايدة التي يواجهها النظام من قبل فصائل المعارضة، بالإضافة إلى التصدي لأي تحركات تؤثر على مكتسبات إيران في سوريا.
إن تعزيز الوجود العسكري الإيراني في سوريا يأتي في وقت حساس، حيث تشتد المنافسة العسكرية والسياسية في شمال البلاد، مما ينذر بمزيد من التصعيد في الصراع المستمر الذي تشهده سوريا منذ سنوات. ويبدو أن هذه الخطوات تعكس عزم إيران على دعم حلفائها في المنطقة واستمرارها في القيام بدور رئيسي في التأثير على مجريات الأحداث في الساحة السورية.