وكالة قاسيون للأنباء
  • الخميس, 5 ديسمبر - 2024

انسحاب القوات البحرية الروسية من قاعدة طرطوس في سوري

انسحاب القوات البحرية الروسية من قاعدة طرطوس في سوري

أصدر معهد دراسة الحرب "Institute for the Study of War" تقريراً يثير القلق حول الأوضاع العسكرية الروسية في سوريا، مشيراً إلى أن روسيا بدأت بسحب أصولها البحرية من قاعدتها في طرطوس، وهو ما قد يعكس عدم نية موسكو إرسال تعزيزات كبيرة لدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في المستقبل القريب. 


كشف التقرير، الذي استند إلى صور أقمار صناعية تتعلق بالأحداث في 3 من كانون الأول/ديسمبر 2024، أن روسيا قامت بإزالة ثلاث فرقاطات وغواصة بالإضافة إلى سفينتين مساعدتين غير مسماتين من قاعدة طرطوس، مما يعني إذن سحب جميع السفن التي كانت متمركزة هناك.

وأوضح المعهد أن هذه الخطوة تعني أنه من غير المحتمل إعادة نشر هذه السفن إلى موانئ روسيا في البحر الأسود، وذلك بسبب الالتزام التركي باتفاقية مونترو التي تمنع عبور السفن الحربية الروسية عبر المضائق التركية. وبذلك، يُرجح أن يسفر هذا التحرك عن إعادة نشر السفن إلى قواعد بحرية في شمال غربي روسيا ومقاطعة كالينينغراد.


وفي سياق متصل، أفادت الاستخبارات الأوكرانية أيضاً في 3 من كانون الأول/ديسمبر بأن القيادة العسكرية الروسية قد نفذت نشر قوة غير محددة الحجم من "فيلق أفريقيا"، وهي وحدة أنشأتها وزارة الدفاع الروسية لتولي العمليات العسكرية الخاصة بمجوعة فاغنر، إلى الأراضي السورية.

وعلى الرغم من أن معهد دراسة الحرب لم يؤكد صحة هذه التقارير بشكل مستقل، إلا أنه يبرز دلالة هامة إذا ما ثبتت صحتها، كونها تشير إلى أن القيادة الروسية تحجم عن سحب قواتها النظامية من الجبهة الأوكرانية، التي تُعتبر ذات أولوية أعلى، من أجل نشرها في سوريا.


تأتي هذه التطورات في ظل قلق موسكو المتزايد من احتمال تقدم قوات المعارضة السورية نحو الجنوب، وهو ما قد يهدد قاعدة طرطوس الاستراتيجية، التي تعد نقطة انطلاق رئيسية لنشاط البحرية الروسية منذ تأسيسها في 1971.

وإجمالاً، توصل التقرير إلى أن القيادة الروسية لا تظهر أي نية لإرسال تعزيزات كبيرة إلى سوريا في المدى القريب لمواجهة هذا التقدم المحتمل.


من جهة أخرى، علمت "تليغراف" البريطانية بأن السفينة الروسية المساعدة "يلنيا" غادرت ميناء طرطوس في 2 من كانون الأول، بالإضافة إلى فرقاطتين وغواصة أخرى. ورغم عدم وجود تعليق رسمي من موسكو بشأن انسحاب السفن، فقد أعرب المحلل المختص بالشؤون البحرية، دروكسفورد ماريتايم، عن شكوكه حول احتمال أن يكون هذا التحرك مرتبطًا بصورة مباشرة بالتطورات المتدهورة للأوضاع في سوريا.


تجدر الإشارة إلى أن قاعدة طرطوس لم تكن مجرد نقطة انطلاق، بل أنها تحولت في السنوات الأخيرة إلى مركز لوجستي رئيسي للتدخل الروسي في سوريا، مما أتاح لموسكو تقديم الدعم الفعال لعملية بشار الأسد ضد المعارضة السورية.

ومع تزايد الضغوط الدولية ضد روسيا نتيجة الصراع الأوكراني، تطرح هذه المتغيرات تساؤلات عدة حول مستقبل التدخل الروسي في الشرق الأوسط والتحولات الاستراتيجية في السياسة الروسية تجاه النزاع السوري. 


إن التطورات الحالية تشير إلى تحولات لافتة في موقف روسيا تجاه التطورات في سوريا، حيث يبدو أن موسكو قد تتبع استراتيجية تعتمد على تقليل مصاريفها العسكرية والبحث عن حلول أكثر دبلوماسية في ظل تزايد الضغوط الدولية.

//